توقيت القاهرة المحلي 12:59:54 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«آفاق العصر الأمريكى»

  مصر اليوم -

«آفاق العصر الأمريكى»

عمار علي حسن

فى ضوء كتاب «آفاق العصر الأمريكى.. السيادة والنفوذ فى النظام العالمى الجديد» للدكتور جمال سند السويدى مدير عام «مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية»، هناك سؤال يطرح نفسه: هل هناك قيود حقاً على القوة الأمريكية؟ وهل التفوق العسكرى والاقتصادى الهائل للولايات المتحدة على أى دولة فى العالم يعنى أن واشنطن بوسعها أن تفعل ما تريد؟ وهل نظرية ابن خلدون، عن مسار حياة الأمم التى تشبه حياة فرد لا محالة أن يأفل شبابه ويهرم، ستهزم أمام قدرة أمريكا على أن تجدد قوتها ونفوذها وهيمنتها على العالم؟ فى الحقيقة فإن كثيرين من الباحثين الأمريكيين القريبين من دوائر اتخاذ القرار يتحدثون عن «حدود القوة» ويتفهمون أن بلادهم ليس بوسعها أن تتصرّف بحرية تامة، أو تقضى تماماً على حرية الدول الأخرى حتى لو كانت صغيرة فى الحركة المستقلة، وكانوا حصفاء حين قدّموا هذه الأطروحة بعد سنوات قليلة من انهيار الاتحاد السوفيتى، وجاء الواقع العملى فى أفغانستان والعراق ليبرهن على صحة ما ذهبوا إليه، بل إن بعض التطورات التى جرت فى دول عربية عدة بيّنت أن قدرة واشنطن على الحركة مقيدة فى وجه إرادة أى شعب، وأن الإدارة الأمريكية أحياناً تفاجئها بعض الأحداث، وتخطئ فى التعامل معها. بل هناك من عمّق هذا الاتجاه مثل المستشارة بوزارة الخارجية الأمريكية نانسى سودربرج، التى ألّفت كتاباً بعنوان: «خرافة القوة العظمى: استخدام القوة الأمريكية وسوء استخدامها»، والذى كتب مقدمة له الرئيس الأمريكى الأسبق بيل كلينتون، لتنتهى إلى خلاصة دالة تؤكد فيها أن مستقبل أمن أمريكا يعتمد بالكامل على التغلب على خرافة القوة العظمى، والاتساق مع المجتمع الدولى بدلاً من التصادم معه. وربما أخذ «السويدى» فى اعتباره آراء المختلفين معه فيما ذهب إليه، وهو ما عبّر عنه فى ثنايا المقدمة بقوله: «لست أزعم أننى أطرح رؤية نهائية لا تحتمل النقاش أو الجدال بشأنها، أو أدعى امتلاكاً مطلقاً للحقيقة، فالمستقبل مفتوح أمام الجميع، ولكن امتلاكه حق لمن يؤمن بمنهج التفكير العلمى فقط». يبقى السؤال: ما الذى دفع باحثاً وكاتباً عربياً إلى أن يؤلف كتاباً ضخماً يصل عدد صفحاته إلى 858 صفحة من القطع فوق المتوسط عن العصر الأمريكى؟ يجيب «السويدى»: «لم أكن أهدف إلى إبداء تصوراتى المبنية على أسس التحليل العلمى فى هذا الموضوع الحيوى فقط، بل كنت أسعى أيضاً بالدرجة الأولى إلى فهم واقعى عميق لهذا النظام، وبشكل يسهم فى توضيح معالم الطرق أمام دولنا العربية، لا سيما أن تفاعلات الواقع الدولى والعوامل الحاكمة لها والمؤثرة فيها لا تزال غائبة عن كثير من الدوائر السياسية العربية، التى تتحرك وفق قواعد واعتبارات انهارت بفعل صعود متغيرات جديدة بات لها الدور الأكثر تأثيراً فى إدارة شئون العالم». بهذا يكون الكتاب مقدماً لصناع القرار، وليس للباحثين والخبراء فقط، لتبصيرهم بمسار آمن للحفاظ على المصالح الوطنية فى ضوء قراءة دقيقة لتوازن القوى فى العالم، بعيداً عن التهويل والتهوين، خصوصاً فى هذه اللحظة الفارقة فى تاريخ العالم العربى، التى تعاد فيها صياغة التصورات والتكتيكات الأمريكية حياله مع بقاء الاستراتيجيات على حالها، وبذا يصبح من الضرورى أن نقف على حقيقة القوة الأمريكية الآن وفى المستقبل حتى نعرف كيفية التصرف بما يصون مصالحنا الوطنية، وكيفية توسيع هامش الحركة المستقلة بقدر المستطاع.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«آفاق العصر الأمريكى» «آفاق العصر الأمريكى»



GMT 07:12 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

سيد... والملّا... والخاتون

GMT 07:10 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

زيارة محمّد بن زايد للكويت.. حيث الزمن تغيّر

GMT 07:09 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

غلق مدرسة المستقبل

GMT 07:09 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

إنَّ الكِرَامَ قليلُ

GMT 07:08 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب الثاني... وقبائل الصحافة والفنّ

GMT 07:07 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

مع ترمب... هل العالم أكثر استقراراً؟

GMT 07:06 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب... ومآلات الشرق الأوسط

GMT 07:05 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

اللغة التى يفهمها ترامب

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:43 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

عمر خيرت يكشف عن لحظة فارقة في حياته
  مصر اليوم - عمر خيرت يكشف عن لحظة فارقة في حياته

GMT 09:44 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

جورج وأمل كلوني يحتفلان بذكرى زواجهما في أجواء رومانسية

GMT 12:02 2024 السبت ,07 أيلول / سبتمبر

نصائح وأفكار لإطلالات أنيقة ومتناسقة

GMT 20:58 2016 الجمعة ,28 تشرين الأول / أكتوبر

لجان البرلمان المصري تستعد لمناقشة أزمة سورية

GMT 23:21 2018 الأربعاء ,21 آذار/ مارس

تعرفي على خطوات للحفاظ على "لون الصبغة"

GMT 23:40 2018 الأحد ,04 آذار/ مارس

تعرف على سعر ومواصفات سكودا كودياك 2018

GMT 19:31 2018 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الشرطة تكشف تفاصيل تجريد أستاذ جامعي من ملابسه

GMT 18:47 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

شركة فيات كرايسلر تكشف عن تراجع ديونها بمقدار النصف
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon