توقيت القاهرة المحلي 10:25:08 آخر تحديث
  مصر اليوم -

قيس العزاوى

  مصر اليوم -

قيس العزاوى

مصطفى الفقي

لا أكتب عنه لمجرد أنه المندوب الدائم لـ«العراق» لدى «جامعة الدول العربية»، ولكن لأننى أراه مثقفاً كبيراً ومفكراً مرموقاً امتدت حياته الدراسية من «مصر» إلى «فرنسا»، حيث كانت مكتبته العامرة فى «باريس» منتدى ثقافياً للعرب وملتقى للفكر يسعى إليه الراغبون فى الحوار الجاد والنقاش الموضوعى، ولقد مضى الرجل على نفس المسار فى «القاهرة» بعد «باريس»، فأنشأ صالوناً ثقافياً رفيعاً، جعل مقره فى «دار العراق» «بالزمالك»، داخل ذلك القصر الرائع الذى اشتراه «نورى السعيد» «رئيس وزراء العراق الأسبق»، الذى كان من أبرز السياسيين العرب فى العصر الملكى لبلاده، وقد مضى «قيس العزاوى» ليجعل من ذلك الصالون مناراً متوهجاً. يضم الأدباء والشعراء والمفكرين وكبار المثقفين، بل الدبلوماسيين والسياسيين أيضاً، برئاسة الدكتور «يحيى الجمل» «نائب رئيس الوزراء الأسبق»، وقد شرفنى السفير «قيس العزاوى» باختيارى عضواً فى مجلس إدارة الصالون، إلى جانب أسماء لامعة، مثل الدكتور «جابر عصفور»، والدكتور «صلاح فضل»، وسفير «لبنان» المفكر والمؤرخ «خالد زيادة»، فضلاً عن سفير «موريتانيا»، الذى كان «رئيس وزراء» بلاده ويغادر «القاهرة» هذه الأيام ليكون مندوباً دائماً لدى «الأمم المتحدة» فى «نيويورك»، يضاف إلى تلك المجموعة ملك العود العربى الموسيقار العراقى «نصير شمة»، بالإضافة إلى الإعلامى الدولى المثقف «محمد الخولى»، ولقد احتفلنا مع السفير «قيس العزاوى»، فى حضور وزير خارجية بلاده الدبلوماسى اللامع الصديق «هوشيار زيبارى»، بافتتاح مقر المندوبية العراقية بعد التجديدات التى طرأت على ذلك المبنى الرائع على ضفاف نيل «القاهرة»، ولقد حرص السفير «قيس العزاوى» على أن تكون هناك بصمات جدارية فى المبنى بعد تجديده، تكون انعكاساً لتاريخ «بلاد الرافدين» «بلد الرشيد» وعاصمتها «بغداد» «قلعة الأسود»، إذ إن إسهام «العراق» فى الحضارة العربية الإسلامية يفوق سواها، خصوصاً أثناء ازدهار «العصر العباسى» بأمجاده الباقية وتراثه الأصيل، ولقد تمكن «قيس العزاوى» من أن يظهر الوجه العربى لأمتنا، وأن يؤلف بين القوميات والأعراق والأديان والطوائف فى سمو ورفعة تثير الإعجاب، بل تدعو إلى الانبهار، وعندما بدأت فترة خدمة السفير «قيس العزاوى» تقترب من التقاعد، سعى وفد من «الصالون الثقافى» لزيارة «بغداد»، ملتمسين التمديد لذلك السفير اللامع، امتداداً لتمثيله المشرف لبلاده لدى «جامعة الدول العربية» فى «قاهرة المعز»، حيث ليالى الثقافة والفكر، بل الطرب أيضاً، وإذا غادر السفير «قيس العزاوى» منصبه الرسمى، إلا أننى واثق أن دوره فى الصالون الذى أنشأه لن ينتهى، كما أن صداقاته العربية وصلاته الثقافية لن تتوقف، فالرجل صاحب عزيمة، كما أن له إرادة قوية، فضلاً عن أدب جم وهدوء واضح وصبر لا ينتهى، ولقد اقترن السفير «قيس العزاوى» بسيدة فرنسية راقية تفهمت جيداً روح العرب وشخصية المسلمين، فأصبحت سنداً لزوجها مع مسافة تحتفظ بها تجاه الجميع احتراماً ورقياً ودماثة خلق، وما أكثر الشخصيات الدولية التى استضافها ذلك الصالون المتميز فى السنوات الأخيرة! ولقد شاركت شخصياً فى تلبية الدعوة التى وجهها الرئيس التونسى «منصف المرزوقى» لصديقه السفير «قيس العزاوى»، رفيق النضال فى العاصمة الفرنسية من قبل، وأمضينا أياماً فى «تونس» أقام لنا فيها الرئيس التونسى مأدبة غذاء فى القصر الجمهورى، كما استقبلنا الشيخ «راشد الغنوشى» على مائدة غذاء فى اليوم التالى بمقر حزبه تقديراً للصالون وإنجازاته ومطبوعاته ومحاضراته وندواته وكل أمسياته.. تحية للصديق السفير «قيس العزاوى» مفكراً ومثقفاً، دبلوماسياً وسياسياً، عربياً له توجهاته الإنسانية وإسهاماته الدولية وبصماته القومية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قيس العزاوى قيس العزاوى



GMT 10:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المايسترو

GMT 10:35 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أندلس قاسم سليماني... المفقود

GMT 10:33 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

البراغماتيتان «الجهادية» والتقدمية... أيهما تربح السباق؟

GMT 10:31 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

... وَحَسْبُكَ أنّه استقلالُ

GMT 10:30 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

تصادم الخرائط

GMT 10:28 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

اقتصاد أوروبا بين مطرقة أميركا وسندان الصين

GMT 14:09 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

تركيا في الامتحان السوري... كقوة اعتدال

GMT 14:07 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

كيف نتعامل مع سوريا الجديدة؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
  مصر اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 08:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أحمد الشرع تُؤكد أن سوريا لن تكون منصة قلق لأي دولة عربية

GMT 03:29 2020 السبت ,14 آذار/ مارس

بورصة تونس تغلق التعاملات على انخفاض

GMT 14:03 2020 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أول تعليق من محمد منير بعد وفاة مدير أعماله وزوج شقيقته

GMT 06:49 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عزل ترامب
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon