توقيت القاهرة المحلي 12:59:54 آخر تحديث
  مصر اليوم -

إسرائيل وتوظيف قوة أمريكا

  مصر اليوم -

إسرائيل وتوظيف قوة أمريكا

عمار علي حسن

هاتفنى الأستاذ «محمد الأباصيرى»، وهو كاتب وداعية إسلامى، التقيته مرة واحدة أثناء الفعاليات الأخيرة لمعرض القاهرة الدولى للكتاب، ليعلق على المقال الذى نشرته هنا حول كتاب «آفاق العصر الأمريكى.. السيادة والنفوذ فى النظام العالمى الجديد» للباحث والكاتب الإماراتى د. جمال سند السويدى، المدير العام لمركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية. ونظراً لأن تعليقه بدا لى تفاعلاً مختلفاً مع الكتاب الذى تقوم فرضيته الأساسية على استمرار التفوق الأمريكى فى عالمنا المعاصر رغم المنافسة الدولية الضارية، طلبت منه أن يرسله لى مكتوباً، ولفتُّ انتباهه إلى أننى أشرت فى نهاية المقال إلى كتب ودراسات أخرى تنطلق من تصورات مغايرة تتحدث عن «حدود القوة» وعن «تراجع قدرة الولايات المتحدة على الفعل الطليق المطلق» وعن ضرورة الاعتماد على حلفاء إقليميين لخدمة السياسة الأمريكية فى العالم، وبدا موافقاً على التصورات الأخيرة، وإن رأى أن الأطروحة الأساسية للكتاب تنعم بمصداقية إلى حد معقول، ولكن ربما لأسباب أخرى غير التى ذكرها المؤلف. وقالت رسالة الأباصيرى نصاً: «لا أشك أبداً فى صدق قواعد ابن خلدون فى مقدمته، كما لا أشك فى أنه مؤسس علم الاجتماع الأول على رغم أنوف الغربيين والمتغربين، ولكنى أيضاً لا أشك أن هناك ما لا تنطبق القواعد عليه أو لا ينطبق هو عليها. وأعتقد اعتقاداً جازماً أن أمريكا لا تنطبق عليها القواعد، وهى ليست أمة ومملكة أصلاً حتى نطبق عليها قواعد ابن خلدون، إذ ليست أمريكا بين الأمم إلا لحظة فى عمر الزمن، لم تمر كما تمر الأمم بمراحل النمو المختلفة انتهاءً بالشيخوخة والفناء. والذى أعتقده أنها ليست إلا مرحلة انتقالية بين أمتين إحداهما كانت ستسلم للأخرى لولا شيخوختها وعجزها عن المواصلة. ما أعتقده، على حسب ما أتابع من عقيدة «المحافظين الجدد»، أن أمريكا بجيشها واقتصادها وشعبها مسخّرة من أجل ظهور «العصر الإسرائيلى، فما هى إلا مرحلة وسط بين بريطانيا العظمى وإسرائيل الكبرى التى تمتد من النيل إلى الفرات، ولن تشيخ أمريكا أو تذبل وتذهب حتى تخرج إسرائيل الكبرى، وقبل ذلك فأمريكا ستظل قابعة على عرش العالم». وذكّرتنى رسالة الأباصيرى بكتاب كنت قد قرأته فى ميعة الصبا بعنوان «اليهود والتحالف مع الأقوياء» للباحث العراقى نعمان عبدالرازق السامرائى، يرى فيه أن اليهود بارعون فى تسخير القوى الدولية الكبرى لخدمة مصالحهم واستمرار دولتهم التى أقاموها على أرض فلسطين، وأنهم فى السابق استعملوا إمكانيات الإمبراطورية البريطانية، فلما غربت عنها الشمس، ذهبوا ليسخّروا العملاق الأمريكى الذى برز عقب الحرب العالمية الثانية، وكانوا قد دفعوا الاتحاد السوفيتى المنهار ليكون أول دولة تعترف بقيام إسرائيل عام 1948، وأنهم بدأوا بالفعل التسلل إلى الإمكانيات التى تمتلكها الصين ليستعملوها كما وظفوا قدرات كل ما سبقها على عرش العالم، وذلك إن تراخت قدرة واشنطن وتقدمت بكين إلى قيادة العالم. ورغم أن كتاب السويدى يؤكد أن النفوذ الأمريكى سيستمر مبرهناً على هذا بمقارنة قدرات الولايات المتحدة عسكرياً واقتصادياً وعلمياً بغيرها من المنافسين العالميين المحتملين، فإنه سيظل هناك دوماً من يتحدث عن أن أحد عوامل هذا الاستمرار هو توظيف أمريكا فى خدمة إسرائيل، وهناك من يفكر بالتمنى أو بتقديم الأدلة المعقولة على أن أمريكا ستشيخ وتتراجع مثلما أفل نجم غيرها من الإمبراطوريات التى هيمنت على الأرض من أيام الرومان والفرس وحتى زماننا هذا. ومع هذا أود أن أبيّن للأستاذ الأباصيرى أن هناك فى الولايات المتحدة من يتحدث عن تحول إسرائيل من «ميزة» إلى «عبء» على الولايات المتحدة، وأبرزهم الباحثان الكبيران ستيفن والت وماك مشايمر الأستاذان فى جامعة هارفارد، اللذان نشرا دراسة حول هذا التصور أحدثت صدى واسعاً داخل أمريكا وخارجها، ودفعت باحثين عرباً إلى أن يتحدثوا عن احتمال تخلى واشنطن تدريجياً عن إسرائيل، بل تكلم بعضهم عن «نهاية الدولة العبرية» معتمدين على نبوءات دينية وسنن تاريخية ومعطيات فكرية عديدة. نقلاً عن "الوطن"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إسرائيل وتوظيف قوة أمريكا إسرائيل وتوظيف قوة أمريكا



GMT 07:12 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

سيد... والملّا... والخاتون

GMT 07:10 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

زيارة محمّد بن زايد للكويت.. حيث الزمن تغيّر

GMT 07:09 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

غلق مدرسة المستقبل

GMT 07:09 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

إنَّ الكِرَامَ قليلُ

GMT 07:08 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب الثاني... وقبائل الصحافة والفنّ

GMT 07:07 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

مع ترمب... هل العالم أكثر استقراراً؟

GMT 07:06 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب... ومآلات الشرق الأوسط

GMT 07:05 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

اللغة التى يفهمها ترامب

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:43 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

عمر خيرت يكشف عن لحظة فارقة في حياته
  مصر اليوم - عمر خيرت يكشف عن لحظة فارقة في حياته

GMT 09:44 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

جورج وأمل كلوني يحتفلان بذكرى زواجهما في أجواء رومانسية

GMT 12:02 2024 السبت ,07 أيلول / سبتمبر

نصائح وأفكار لإطلالات أنيقة ومتناسقة

GMT 20:58 2016 الجمعة ,28 تشرين الأول / أكتوبر

لجان البرلمان المصري تستعد لمناقشة أزمة سورية

GMT 23:21 2018 الأربعاء ,21 آذار/ مارس

تعرفي على خطوات للحفاظ على "لون الصبغة"

GMT 23:40 2018 الأحد ,04 آذار/ مارس

تعرف على سعر ومواصفات سكودا كودياك 2018

GMT 19:31 2018 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الشرطة تكشف تفاصيل تجريد أستاذ جامعي من ملابسه

GMT 18:47 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

شركة فيات كرايسلر تكشف عن تراجع ديونها بمقدار النصف
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon