توقيت القاهرة المحلي 09:55:08 آخر تحديث
  مصر اليوم -

شاهندة مقلد

  مصر اليوم -

شاهندة مقلد

مصطفى الفقي

كلما رأيتها فى احتفال وطنى أو مناسبة سياسية أو ثقافية عادت بى الذاكرة إلى سنوات الستينيات من القرن الماضى، وما أدراك ما الستينيات؟!- على حد تعبير الرئيس السابق د.محمد مرسى- فإذا كانت هى سنوات إعدام سيد قطب وملاحقة الإخوان- من وجهة نظره- إلا أنها كانت أيضاً سنوات النضال ضد الاستعمار والصهيونية، سنوات الحلم العربى الذى جسده «عبدالناصر»، سنوات المد القومى الذى اجتاح المنطقة بأسرها، وهى أيضاً سنوات «حرب اليمن» و«نكسة 1967» و«حرب الاستنزاف» الباسلة. كلما رأيت وجه تلك المناضلة الفريدة شاهندة مقلد تذكرت تلك الأيام المجيدة من تاريخنا الوطنى، حيث تضيف قصة شاهندة محاولة العصر الناصرى ضرب نفوذ العائلات المستبدة فى الريف المصرى وتشكيل «لجنة تصفية الإقطاع» للقضاء على بقايا مجتمع «النصف فى المائة»، ومهما كان تقييمنا لتلك الفترة الآن إلا أن انحياز «عبدالناصر» للفئات الأكثر عدداً والأشد فقراً سوف يظل رصيداً له باعتباره محارباً تاريخياً من أجل العدالة الاجتماعية فى مصر التى عانت عبر العصور من غيابها. وكلما رأيت المناضلة الصلبة شاهندة مقلد تذكرت كيف أوفدتنى «منظمة الشباب العربى الاشتراكى» لتمثيلها فى العيد الوطنى للجزائر عام 1966 بعد تخرجى فى الجامعة بأسابيع قليلة، وفوجئت بامتناع إدارة الجوازات والجنسية عن إصدار تصريح السفر لى، والذى كان معمولاً به فى ذلك الوقت نظراً لتشابه اسمى مع عائلة «الفقى» الشهيرة من أعيان «كمشيش» فى محافظة «المنوفية»، خصوصاً أن أصداء المواجهة بينهم وبين أجهزة السلطة فى ذلك الوقت كانت حية فى أذهان الجميع بعد مصرع المناضل التاريخى صلاح حسين، زوج السيدة شاهندة مقلد، حيث قامت الدنيا أيامها ولم تقعد لأن النظام الناصرى رأى فيما جرى محاولة للالتفاف على الثورة والعبث بإنجازاتها، فضلاً عن صحوة الفكر الاشتراكى فى مصر حينذاك، ومازلت أتذكر أننى لم أحصل على تصريح السفر فى يونيو 1966 إلا بتدخل شخصى من الراحل شعراوى جمعة، الذى كان وزيراً للداخلية ومسؤولاً فى التنظيم السياسى الأوحد الذى كان يقود البلاد. وكلما التقيت المناضلة شديدة المراس، ذات البأس الشديد، شاهندة مقلد شعرت بأن التاريخ الاجتماعى لريف مصر قد أفرز قيادات وطنية على مر العصور، فهى سيدة عظيمة لم تقهرها خطوب الزمان ولا ندوب الأيام، إنها من معدنٍ مصرى أصيل لا ينحنى ولا ينكسر. ولقد فقدت السيدة شاهندة مقلد واحداً من أبنائها فى روسيا الاتحادية فى ظل ظروف غامضة لا تبدو واضحة حتى الآن، ولكن شاهندة مقلد تغلبت على جراحها وكتمت أحزانها وظلت واقفة كالنخلة الباسقة أو الشجرة الوارفة، تشارك فى كل الأحداث الوطنية ولا تتأخر عن نداء مصر مهما كانت ظروفها الصحية والنفسية، حيث تحضر الندوات والمؤتمرات ومعها بناتها وأحفادها، وتبدو دائماً يقظة الشخصية متوهجة الفكر تربط الماضى بالحاضر فى ذكاء وحكمة وترتبط بتراب الوطن الذى خرجت من ريفه ذات يوم تتحدى جبروت الإقطاع وسطوة من يقفون ضد حركة التاريخ.. تحية لشاهندة مقلد وجيلها العظيم.. جيل المواجهات والتحديات والتضحيات. نقلاً عن "المصري اليوم"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شاهندة مقلد شاهندة مقلد



GMT 10:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المايسترو

GMT 10:35 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أندلس قاسم سليماني... المفقود

GMT 10:33 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

البراغماتيتان «الجهادية» والتقدمية... أيهما تربح السباق؟

GMT 10:31 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

... وَحَسْبُكَ أنّه استقلالُ

GMT 10:30 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

تصادم الخرائط

GMT 10:28 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

اقتصاد أوروبا بين مطرقة أميركا وسندان الصين

GMT 14:09 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

تركيا في الامتحان السوري... كقوة اعتدال

GMT 14:07 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

كيف نتعامل مع سوريا الجديدة؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
  مصر اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 08:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أحمد الشرع تُؤكد أن سوريا لن تكون منصة قلق لأي دولة عربية

GMT 03:29 2020 السبت ,14 آذار/ مارس

بورصة تونس تغلق التعاملات على انخفاض

GMT 14:03 2020 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أول تعليق من محمد منير بعد وفاة مدير أعماله وزوج شقيقته

GMT 06:49 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عزل ترامب
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon