توقيت القاهرة المحلي 12:59:54 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الثقافة السياسية للمصريين

  مصر اليوم -

الثقافة السياسية للمصريين

عمار علي حسن

من الإنصاف العلمى والأخلاقى أن نقول بجلاء، ومن دون مواربة، إن الثقافة السياسية للمصريين قد تغيّرت إلى الأفضل بعد ثورة يناير، حيث أصبحت أكثر إيجابية من خلال الرغبة فى الانخراط والمشاركة وإصرار الناس على تحقيق العدل الاجتماعى، مع عدم التفريط فى المكتسبات التى حققوها فى قضية الديمقراطية على مستوى قيمها وإجراءاتها. هذا ما سعيت إلى تأكيده بأول لقاء لى فى صالون شهرى استضافه «المجلس الوطنى» قبل أيام، ومن المقرر أن يُعقد فى الخميس الثالث من كل شهر ميلادى، وبيّنت، أمام جمهور من النابهين، أن هناك جوانب مستمرة وأخرى متغيّرة فى هذه الثقافة على مستوى المعارف والقيم والاتجاهات، والثابت فى هذه الثقافة هو علاقة الدين بالدولة منذ أيام الفراعنة، وسمات المجتمع النهرى الذى كان يعتمد الفلاحون فيه على الحكومة فى ضبط عملية الرى، وقوة الدولة المركزية. لكن هذه الأمور لم تستقر على حالها القديم، حيث جرت ثلاثة تغييرات كبرى، أولها تجربة محمد على التى خلقت طبقة من الموظفين فى المدن، وثانيها تجربة «عبدالناصر» التى وسّعت من وجود الطبقة العاملة، أما ثالثها فيرتبط بثورة الاتصالات الحديثة وتأثيرات العولمة التى خلقت شريحة اجتماعية عريضة، علاقتها بالسلطة السياسية مختلفة عن تلك التى كانت بينها وبين الفلاحين على مدار التاريخ المصرى المديد. وبناءً على هذا، فمن العلمى والأخلاقى أن نراجع مسألة اتهام المصريين بالخنوع، استناداً إلى ما يسمى «الاستبداد الشرقى» أو «سمات المجتمع النهرى» أو «الفرعونية السياسية» أو «قبضة الدولة المركزية». وقلت: «لو قارنا عدد الهبات والانتفاضات فى تاريخ مصر منذ الفراعنة وحتى ثورة 1919 سنجد أنها أكبر بكثير من تلك التى كانت فى مجتمعات فلاحية أخرى مثل روسيا أو الهند والصين». وبناءً عليه، فكثير مما ذكره جمال حمدان فى كتابه الكبير والأثير «شخصية مصر» حول هذه المسائل بحاجة ماسة إلى مراجعة فى ضوء التغيّرات التى جاءت فى ركاب التصنيع والتحديث، وما تركته من بصمات على الشخصية المصرية. وفى هذا اللقاء، الذى حضره لفيف من الجمهور العام إلى جانب خبراء وكتاب ومفكرين ونشطاء سياسيين من الشباب وأعضاء فى بعض الأحزاب السياسية ومسئولين فى المجلس الوطنى، جرى نقاش بينى وبين الحاضرين تطرق إلى الوضع السياسى الراهن وكل الاحتمالات والخيارات المتاحة فى المستقبل المنظور، أبديت خلاله ثقتى فى أن الشعب المصرى العظيم لن يسمح بعودة الأمور إلى ما كانت عليها قبل ثورة يناير، وقلت: «حتى لو أخطأ الشعب فى الاختيار، فلنثق فى أنه قادر على تصحيح خطئه، سواء من خلال الانتخابات أو الضغط عبر الاحتجاج المباشر». إن مثل هذه اللقاءات بات مهماً، بل فرض عين على كل كاتب أو باحث أو مثقف فى هذا البلد، فنحن بحاجة إلى ثورة فكرية بعد أن أنجزنا ثورة سياسية هائلة وممتدة، إن تركناها للجهل أو الوعى الزائف والمختل، فسيأكلها بمرور الأيام، ولو أن الثورة الفكرية سبقت السياسية، لوفرت علينا مزيداً من الجهد والوقت والفرص. نقلاً عن جريدة "الوطن"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الثقافة السياسية للمصريين الثقافة السياسية للمصريين



GMT 07:12 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

سيد... والملّا... والخاتون

GMT 07:10 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

زيارة محمّد بن زايد للكويت.. حيث الزمن تغيّر

GMT 07:09 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

غلق مدرسة المستقبل

GMT 07:09 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

إنَّ الكِرَامَ قليلُ

GMT 07:08 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب الثاني... وقبائل الصحافة والفنّ

GMT 07:07 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

مع ترمب... هل العالم أكثر استقراراً؟

GMT 07:06 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب... ومآلات الشرق الأوسط

GMT 07:05 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

اللغة التى يفهمها ترامب

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:43 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

عمر خيرت يكشف عن لحظة فارقة في حياته
  مصر اليوم - عمر خيرت يكشف عن لحظة فارقة في حياته

GMT 09:44 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

جورج وأمل كلوني يحتفلان بذكرى زواجهما في أجواء رومانسية

GMT 12:02 2024 السبت ,07 أيلول / سبتمبر

نصائح وأفكار لإطلالات أنيقة ومتناسقة

GMT 20:58 2016 الجمعة ,28 تشرين الأول / أكتوبر

لجان البرلمان المصري تستعد لمناقشة أزمة سورية

GMT 23:21 2018 الأربعاء ,21 آذار/ مارس

تعرفي على خطوات للحفاظ على "لون الصبغة"

GMT 23:40 2018 الأحد ,04 آذار/ مارس

تعرف على سعر ومواصفات سكودا كودياك 2018

GMT 19:31 2018 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الشرطة تكشف تفاصيل تجريد أستاذ جامعي من ملابسه

GMT 18:47 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

شركة فيات كرايسلر تكشف عن تراجع ديونها بمقدار النصف
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon