توقيت القاهرة المحلي 03:28:15 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الهم العام والوجع الخاص

  مصر اليوم -

الهم العام والوجع الخاص

بقلم - مصطفي الفقي

أنتمى إلى ذلك النوع من البشر الذى تنعكس لديه الهموم العامة للتحول إلى أوجاع خاصة، ومنذ السابع من أكتوبر عام ٢٠٢٣ غداة الاحتفال بعيد العبور ونصر أكتوبر العظيم عام ١٩٧٣، فإذا الأنباء تتوالى عن اشتعال الأحداث بين حركة المقاومة الإسلامية حماس ودولة إسرائيل، فى تصعيدٍ غير مسبوق يوحى بأننا أمام منعطف خطير وتحول كبير فى الصراع العربى الإسرائيلى.

وما زاد من إحساسى بذلك هو ما أشاهده من بالونات اختبار وتصريحات إسرائيلية وغربية متناثرة حول إمكانية قبول مصر باقتطاع جزء من أراضيها على الحدود مع غزة لينتشر فيها الفلسطينيون، تجسيدًا لسياسة التهجير القسرى، وتنفيذًا لمؤامرة قديمة طرحتها إسرائيل وحلفاؤها فى مناسبات سابقة، وهى تعنى باختصار محاولة حل القضية الفلسطينية على حساب أرض مصرية.

وهو ما رفضته مصر من قبل فى ظل حكوماتها المتعاقبة، واستهجنته كمحاولة خبيثة لتصفية القضية الفلسطينية برمتها، ودق إسفين بين المصريين والفلسطينيين وربما بين الدولة المصرية والدول العربية الأخرى، ولا شك أن تكرار هذا السيناريو والإلحاح عليه يعنى أن ذلك المخطط يقبع فى مقدمة الأفكار الشريرة التى يتمتع بها الإسرائيليون غير مدركين للمخاطر الضخمة التى يمكن أن نتعرض لها نحن وغيرنا، ولقد تضمنت صفقة القرن التى بشر بها الرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب هذا المفهوم الفاضح فى سلسلة التآمر على الدولة المصرية، باعتبارها الراعية الكبرى للحقوق الفلسطينية.

والداعمة الدائمة لذلك الشعب الباسل فى مختلف المواجهات التى مر بها، والحروب التى تعرض لها، وكأنما قدر مصر أن تدفع الثمن غاليًا فى كل مرحلة. وأنا أتذكر شخصيًا أن الرئيس الراحل مبارك عندما بدأت همسات تتحدث حول هذا المشروع التآمرى قال يومها إن استمرار الحديث فى ذلك السياق هو إنهاء لاتفاقية السلام مع إسرائيل، كما أنه يعنى عودة حالة الحرب بين البلدين.

ولكن عندما وصلت «الإخوان المسلمين» إلى الحكم فى مصر لم يمانع الرئيس الأسبق محمد مرسى فى إعطاء موافقة شفوية للجانبين الإسرائيلى والأمريكى على استقطاع جزء من شمال سيناء يحتوى الفلسطينيين من أهل غزة، وقد أزعجنى ذلك الهاجس دائمًا حتى تحدثت مع صديقى الفريق محمد العصار- رحمه الله- عن المخاوف التى أشعر بها تجاه ذلك الأمر الجلل، فحدد لى العصار موعدًا مع المشير عبد الفتاح السيسى، وزير الدفاع حينذاك، والذى استقبلنى فى حضور الفريق العصار.

موكدًا أن يقظة الجيش المصرى أقوى مما يتصور الجميع، وأن مثل هذه الشائعات لن يكون لها مجال على حساب سيادة مصر على أرضها، باعتبارها حقيقة تاريخية ثابتة منذ آلاف السنين، ومصر التى حررت سيناء بالدم لن تسمح بفقدان بوصة واحدة منها مهما كانت الظروف. إننى أقول ذلك الآن وأنا أتابع فى حزن عميق المواجهات الدامية بين الجيش الإسرائيلى ومقاتلى حماس، حيث تجاوز رد الفعل المسارات المعروفة وتحول إلى عقاب جماعى أقرب إلى عمليات الفصل العنصرى أو الإبادة العرقية.

ولا شك أن ذلك كله ينعكس على حياة الكثيرين وأنا منهم، فيصيبنى بغصة فى الحلق ولوعة فى الفؤاد وحزن عميق يتسلل إلى داخلى، لهذا فإننى أكتب عن انعكاس الهم العام على الوجع الخاص وهو أمر عانى منه جيلى كثيرًا وعاش معه طويلًا، وهو ينعكس فى النهاية على حالة الاكتئاب التى تسود كثيرًا بين الأوساط نتيجة الأخبار السلبية دوليًا وإقليميًا ومحليًا، وما يؤدى إليه ذلك من إحباط يؤثر بالضرورة على حياتنا ومستقبل أجيالنا القادمة التى سوف تواجه بالقطع تحديات كبرى، فى ظل حياة جديدة وعالم مختلف!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الهم العام والوجع الخاص الهم العام والوجع الخاص



GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 23:01 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ستارمر والأمن القومي البريطاني

GMT 22:55 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حول الحرب وتغيير الخرائط

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:43 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

عمر خيرت يكشف عن لحظة فارقة في حياته
  مصر اليوم - عمر خيرت يكشف عن لحظة فارقة في حياته

GMT 15:30 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ميتا تعتزم إضافة الإعلانات إلى ثردز في 2025
  مصر اليوم - ميتا تعتزم إضافة الإعلانات إلى ثردز في 2025

GMT 09:44 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

جورج وأمل كلوني يحتفلان بذكرى زواجهما في أجواء رومانسية

GMT 12:02 2024 السبت ,07 أيلول / سبتمبر

نصائح وأفكار لإطلالات أنيقة ومتناسقة

GMT 20:58 2016 الجمعة ,28 تشرين الأول / أكتوبر

لجان البرلمان المصري تستعد لمناقشة أزمة سورية

GMT 23:21 2018 الأربعاء ,21 آذار/ مارس

تعرفي على خطوات للحفاظ على "لون الصبغة"

GMT 23:40 2018 الأحد ,04 آذار/ مارس

تعرف على سعر ومواصفات سكودا كودياك 2018

GMT 19:31 2018 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الشرطة تكشف تفاصيل تجريد أستاذ جامعي من ملابسه

GMT 18:47 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

شركة فيات كرايسلر تكشف عن تراجع ديونها بمقدار النصف

GMT 04:47 2018 السبت ,06 كانون الثاني / يناير

تعرف على أسعار السمك في الأسواق المصرية السبت

GMT 14:38 2016 الثلاثاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

جاكيتات "جلد النمر" الرائعة موضة العام المقبل

GMT 10:24 2015 الإثنين ,16 آذار/ مارس

"كلام من القلب" يقدم طرق علاج كسور الفخذ

GMT 04:18 2017 السبت ,14 تشرين الأول / أكتوبر

منال جعفر بإطلالة "رجالي" في آخر ظهور لها
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon