توقيت القاهرة المحلي 11:38:49 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هل يخاف الإخوان 30 يونيو؟

  مصر اليوم -

هل يخاف الإخوان 30 يونيو

عمار علي حسن

    الجماعة مرتبكة، ومنقسمة، ومترددة، وزائغة البصر، حيال يوم التمرد الأكبر فى الثلاثين من يونيو، وهذا ليس استنتاجاً عابراً أو تكهناً ولا هو تقوّل وتعريض بلا دليل، إنما أمر مبنى على ما وصلنى من معلومات من قلب الإخوان، الذين يدركون هذه المرة أنهم لا يواجهون معارضة حزبية، ولا قوى شبابية ثورية من تلك التى ملأت المشهد منذ تنحى مبارك وحتى الآن، إنما يواجهون الشعب، أو قطاعاً عريضاً فاعلاً منه، نظراً لأن ملايين الناس يعتبرون أنفسهم هم أصحاب حملة «تمرد» ورعاتها، ومن واجبهم أن يبذلوا كل جهد مستطاع لبلوغها ما رمت إليه من مقاصد وأهداف. ويتوزع شعور أفراد الإخوان ومواقفهم حيال يوم 30 يونيو ما بين الخائفين من مواجهة الشعب، والمشفقين على مصير الجماعة، والمترفقين بالناس الغاضبين مما جرّه الصراع على السلطة من ويلات على الإخوان، كانوا فى غنى عنها، لو أحسنوا الإدارة، والتزموا بشعارهم الذى تاجروا به طويلاً وهو «مشاركة لا مغالبة»، وهناك قلة تدفع فى اتجاه العنف والانتقام، وترى أنها لحظة حاسمة يجب أن تكون اللافتة المرفوعة فيها هى «نكون أو لا نكون»، ويغذى هذا الاتجاه وينفخ فيه بعض منتفعى «الجماعة الإسلامية» ممن تربوا على العنف ولم يؤمنوا بالمراجعات التى أطلقوها ليخرجوا من غياهب السجون. وعرفت من مصادر داخل الجماعة أن هناك ارتباكاً كبيراً فى صفوفها، وحالة من التبرم والغضب المكتوم والرفض للذهاب طويلاً فى النفق المظلم الذى أدخلت القيادات فيه الأتباع بعد أن كانوا يظنون أنهم رجال كبار قادرون على القيادة والريادة. وقد بدأ المهندس خيرت الشاطر برنامجاً للتهيئة النفسية والمعنوية لصفوف الإخوان كى يواجهوا يوم 30 يونيو متماسكين، ويذكّرهم القائمون على البرنامج فى محاضرات وأوراق مكتوبة بما جرى لصحابة الرسول عليه الصلاة والسلام فى مطلع الرسالة، وفى هذا زيف وهراء، يتوهم به الإخوان أن بينهم أبا بكر وعمر وعثمان وعلى وأبا ذر وعبدالله بن مسعود وحمزة بن عبدالمطلب وأن المصريين الرافضين لهم هم أنفس وقلوب وعقول مكررة من أبى لهب وزوجته حمالة الحطب وأبى جهل. وللأسف هناك من بين رجال الجماعة وصفوفها من يصدق هذه الكذبة، وهو فى موقفه هذا معذور منقاد، لأن ما تربى عليه فى الإخوان أوقف عقله عن التفكير والقدرة على التوقف والتبين والمضاهاة والنقد، ومعرفة الفارق بين من تاجروا مع الله ومن تاجروا بالدين. لكن هناك داخل الجماعة من بدأ يتساءل: وما هو آخر كل هذا؟ وما الذى أوقعنا فى هذا الطريق الوعر المتعرج الضيق؟ ولماذا فقدنا حب الناس وتعاطفهم؟ وهل تعجلنا فى الجلوس على سدة الحكم قبل أن نستعد له؟ وهل أخطأ الإخوة الكبار من قياداتنا حين ظنوا أنها لحظة التمكين التى انتظرناها طويلاً؟ وما مصيرنا لو أزاحنا الشعب عن الحكم؟ هل بوسعنا أن نعود من جديد نعمل ونترشح فى الانتخابات أم سندخل فى محنة وعزلة وشرنقة أخرى؟ ولو عدنا فهل بالإمكان أن نقول للناس ما قلناه سابقاً من شعارات «الإسلام هو الحل».. «نحمل الخير لكل الناس».. «نحمل الخير لمصر»، أم هذا لم يعد ينفع شعباً عرف حقيقة الفرق بين القول والفعل وبين الشعارات والممارسات؟ وبأى وجه سنقابل الأجيال الجديدة حين نبحث عن أنصار وأتباع؟ أهى النهاية أم لحظة المراجعة ونقد الذات والاعتراف بأن الواقع أكبر منا وأننا تخلفنا كثيراً وعلينا أن نتغير فى التفكير والتعبير والتدبير؟ هذه الأسئلة تدور فى رؤوس بعض شباب الإخوان وجيلهم الوسيط ممن أفجعهم وأوجعهم ما ظهر عليه قادتهم من فشل وعجز وخيبة ممزوجة بغطرسة واستعلاء أجوف وفارغ، لكنها لا تدور فى رؤوس شيوخ مكتب الإرشاد الذين يتثاءبون طيلة الوقت وهم سادرون شاردون لا يعرفون أين وضعوا أقدامهم ولا يفهمون قدر البلد الذى تصدوا لحكمه ولا خطر اللحظة التى صعدوا فيها إلى القمة. ولا يملك هؤلاء إلا التخطيط الأسود والمكر السيئ الذى لن يحيق إلا بهم، ويومها لن ينفعهم الندم. نقلا عن جريدة "الوطن"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل يخاف الإخوان 30 يونيو هل يخاف الإخوان 30 يونيو



GMT 07:12 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

سيد... والملّا... والخاتون

GMT 07:10 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

زيارة محمّد بن زايد للكويت.. حيث الزمن تغيّر

GMT 07:09 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

غلق مدرسة المستقبل

GMT 07:09 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

إنَّ الكِرَامَ قليلُ

GMT 07:08 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب الثاني... وقبائل الصحافة والفنّ

GMT 07:07 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

مع ترمب... هل العالم أكثر استقراراً؟

GMT 07:06 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب... ومآلات الشرق الأوسط

GMT 07:05 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

اللغة التى يفهمها ترامب

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:43 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

عمر خيرت يكشف عن لحظة فارقة في حياته
  مصر اليوم - عمر خيرت يكشف عن لحظة فارقة في حياته

GMT 09:44 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

جورج وأمل كلوني يحتفلان بذكرى زواجهما في أجواء رومانسية

GMT 12:02 2024 السبت ,07 أيلول / سبتمبر

نصائح وأفكار لإطلالات أنيقة ومتناسقة

GMT 20:58 2016 الجمعة ,28 تشرين الأول / أكتوبر

لجان البرلمان المصري تستعد لمناقشة أزمة سورية

GMT 23:21 2018 الأربعاء ,21 آذار/ مارس

تعرفي على خطوات للحفاظ على "لون الصبغة"

GMT 23:40 2018 الأحد ,04 آذار/ مارس

تعرف على سعر ومواصفات سكودا كودياك 2018

GMT 19:31 2018 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الشرطة تكشف تفاصيل تجريد أستاذ جامعي من ملابسه

GMT 18:47 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

شركة فيات كرايسلر تكشف عن تراجع ديونها بمقدار النصف
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon