توقيت القاهرة المحلي 12:59:54 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الإخوان والقاعدة (3 - 3)

  مصر اليوم -

الإخوان والقاعدة 3  3

عمار علي حسن

.. ولا شك أن عين الأمن اليقظة أيام مبارك، حيث قوة البوليس الطاغية، حرمت الإخوان من أن يسلحوا تنظيمهم الخاص ويدربوه على النحو الذى يمكنهم من الدفاع عن حكمهم عنوة حين حازوه بعد ثورة يناير، كما أن الموجة الثورية الهائلة التى جرت فى 30 يونيو الماضى وتعززت بخروج طوفان بشرى يوم 26 يوليو الفائت حرمت الإخوان من تنفيذ مخططهم بتكوين تنظيم للأمن الداخلى على غرار «الباسيج» فى إيران، وهو ما كان الإخوان يرتبون إليه، وقطعوا فى سبيله خطوات أولية وبالتالى لم يعد للإخوان فى تنفيذ مخططهم الإرهابى الحالى سوى الاستعانة بعناصر من القاعدة تسللت إلى مصر، واستقر عدد كبير منها فى سيناء، وكذلك مجموعات تنتمى إلى «الجماعة الإسلامية» ممن ارتدوا عن المراجعات التى قامت بها الجماعة، وأعلنت بمقتضاها تركها للعنف وحمل السلاح ضد الدولة والمجتمع. وظهرت أعمال هذه المجموعات الإرهابية المسلحة فى صعيد مصر بعد أن أسقط الشعب حكم الإخوان بمساندة الجيش، وزادت أعمالها بعد فض اعتصامى رابعة والنهضة وبالطبع فإن المواجهة المباشرة والعاجلة لهذه التشكيلات الإرهابية، التى انضم إليها الإخوان، مشاركين وممولين وداعمين وموفرين الغطاء السياسى، تتطلب جهدا أمنيا فائقا، سواء على مستوى جمع المعلومات عن الأوضاع الحالية، واستعادة المعلومات المخزنة عن العناصر والمجموعات والخطط والترتيبات، أو على مستوى الحركة السريعة والنشطة والخلاقة فى توجيه ضربات استباقية، تحت مظلة القوانين المطبقة حاليا فى مصر أما على المستوى البعيد فإن من بيده السلطة عليه أن يؤمن إيمانا جازما باتا بأن مواجهة التكفير والعنف والإرهاب الأسود يجب ألا تقف عند حد التفكير والتدبير الأمنى البحت والمباشر، بل بتشجيع الخطاب الدينى المعتدل الذى يروم تحقيق الامتلاء الروحى والسمو الأخلاقى والعمل الخيرى، وليس حصد الكراسى والمناصب وإذكاء الصراع السياسى. كما تتطلب هذه المواجهة تعزيز التفكير العلمى، وتمتين المسار المدنى فى السياسة والاقتصاد والاجتماع والعمران، وإطلاق مشروع وطنى هائل، يُقام فى ظله العدل الاجتماعى وتعلو الحريات العامة وترتفع كرامة المصريين، وتستوعب طاقة الشباب فلا يصبحون فريسة للتنظيمات الإرهابية سواء كانت داخلية نبتت كالهالوك فى هذه الأرض، أو حملتها الريح إلينا من الخارج شظى وقذى وليتذكر كل من تسول له نفسه الآن أن يلجأ إلى سفك الدماء وتخريب المنشآت العامة والخاصة وترويع الآمنين من المواطنين الأبرياء أن من حملوا البنادق لم يهزوا شعرة فى رأس مبارك ورجاله، بل أطالوا عمر نظامه حين منحوه دعما محليا ودوليا، بينما هم اندحروا واستسلموا فى النهاية، لكن الذين صرخوا بحناجرهم «سلمية سلمية» ودقوا الهواء بأياديهم الغاضبة فى ساحات الحرية، هم من أسقطوه، وقادوه فى النهاية إلى قفص المحاكمة وغيهب السجن، وهم كذلك من أسقطوا حكم الإخوان وساقوا قادة الجماعة إلى السجن ليستقروا إلى جانب رجال مبارك.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الإخوان والقاعدة 3  3 الإخوان والقاعدة 3  3



GMT 07:12 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

سيد... والملّا... والخاتون

GMT 07:10 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

زيارة محمّد بن زايد للكويت.. حيث الزمن تغيّر

GMT 07:09 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

غلق مدرسة المستقبل

GMT 07:09 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

إنَّ الكِرَامَ قليلُ

GMT 07:08 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب الثاني... وقبائل الصحافة والفنّ

GMT 07:07 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

مع ترمب... هل العالم أكثر استقراراً؟

GMT 07:06 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب... ومآلات الشرق الأوسط

GMT 07:05 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

اللغة التى يفهمها ترامب

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:43 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

عمر خيرت يكشف عن لحظة فارقة في حياته
  مصر اليوم - عمر خيرت يكشف عن لحظة فارقة في حياته

GMT 09:44 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

جورج وأمل كلوني يحتفلان بذكرى زواجهما في أجواء رومانسية

GMT 12:02 2024 السبت ,07 أيلول / سبتمبر

نصائح وأفكار لإطلالات أنيقة ومتناسقة

GMT 20:58 2016 الجمعة ,28 تشرين الأول / أكتوبر

لجان البرلمان المصري تستعد لمناقشة أزمة سورية

GMT 23:21 2018 الأربعاء ,21 آذار/ مارس

تعرفي على خطوات للحفاظ على "لون الصبغة"

GMT 23:40 2018 الأحد ,04 آذار/ مارس

تعرف على سعر ومواصفات سكودا كودياك 2018

GMT 19:31 2018 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الشرطة تكشف تفاصيل تجريد أستاذ جامعي من ملابسه

GMT 18:47 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

شركة فيات كرايسلر تكشف عن تراجع ديونها بمقدار النصف
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon