توقيت القاهرة المحلي 14:21:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الإخوان والقاعدة (3 - 3)

  مصر اليوم -

الإخوان والقاعدة 3  3

عمار علي حسن

.. ولا شك أن عين الأمن اليقظة أيام مبارك، حيث قوة البوليس الطاغية، حرمت الإخوان من أن يسلحوا تنظيمهم الخاص ويدربوه على النحو الذى يمكنهم من الدفاع عن حكمهم عنوة حين حازوه بعد ثورة يناير، كما أن الموجة الثورية الهائلة التى جرت فى 30 يونيو الماضى وتعززت بخروج طوفان بشرى يوم 26 يوليو الفائت حرمت الإخوان من تنفيذ مخططهم بتكوين تنظيم للأمن الداخلى على غرار «الباسيج» فى إيران، وهو ما كان الإخوان يرتبون إليه، وقطعوا فى سبيله خطوات أولية وبالتالى لم يعد للإخوان فى تنفيذ مخططهم الإرهابى الحالى سوى الاستعانة بعناصر من القاعدة تسللت إلى مصر، واستقر عدد كبير منها فى سيناء، وكذلك مجموعات تنتمى إلى «الجماعة الإسلامية» ممن ارتدوا عن المراجعات التى قامت بها الجماعة، وأعلنت بمقتضاها تركها للعنف وحمل السلاح ضد الدولة والمجتمع. وظهرت أعمال هذه المجموعات الإرهابية المسلحة فى صعيد مصر بعد أن أسقط الشعب حكم الإخوان بمساندة الجيش، وزادت أعمالها بعد فض اعتصامى رابعة والنهضة وبالطبع فإن المواجهة المباشرة والعاجلة لهذه التشكيلات الإرهابية، التى انضم إليها الإخوان، مشاركين وممولين وداعمين وموفرين الغطاء السياسى، تتطلب جهدا أمنيا فائقا، سواء على مستوى جمع المعلومات عن الأوضاع الحالية، واستعادة المعلومات المخزنة عن العناصر والمجموعات والخطط والترتيبات، أو على مستوى الحركة السريعة والنشطة والخلاقة فى توجيه ضربات استباقية، تحت مظلة القوانين المطبقة حاليا فى مصر أما على المستوى البعيد فإن من بيده السلطة عليه أن يؤمن إيمانا جازما باتا بأن مواجهة التكفير والعنف والإرهاب الأسود يجب ألا تقف عند حد التفكير والتدبير الأمنى البحت والمباشر، بل بتشجيع الخطاب الدينى المعتدل الذى يروم تحقيق الامتلاء الروحى والسمو الأخلاقى والعمل الخيرى، وليس حصد الكراسى والمناصب وإذكاء الصراع السياسى. كما تتطلب هذه المواجهة تعزيز التفكير العلمى، وتمتين المسار المدنى فى السياسة والاقتصاد والاجتماع والعمران، وإطلاق مشروع وطنى هائل، يُقام فى ظله العدل الاجتماعى وتعلو الحريات العامة وترتفع كرامة المصريين، وتستوعب طاقة الشباب فلا يصبحون فريسة للتنظيمات الإرهابية سواء كانت داخلية نبتت كالهالوك فى هذه الأرض، أو حملتها الريح إلينا من الخارج شظى وقذى وليتذكر كل من تسول له نفسه الآن أن يلجأ إلى سفك الدماء وتخريب المنشآت العامة والخاصة وترويع الآمنين من المواطنين الأبرياء أن من حملوا البنادق لم يهزوا شعرة فى رأس مبارك ورجاله، بل أطالوا عمر نظامه حين منحوه دعما محليا ودوليا، بينما هم اندحروا واستسلموا فى النهاية، لكن الذين صرخوا بحناجرهم «سلمية سلمية» ودقوا الهواء بأياديهم الغاضبة فى ساحات الحرية، هم من أسقطوه، وقادوه فى النهاية إلى قفص المحاكمة وغيهب السجن، وهم كذلك من أسقطوا حكم الإخوان وساقوا قادة الجماعة إلى السجن ليستقروا إلى جانب رجال مبارك.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الإخوان والقاعدة 3  3 الإخوان والقاعدة 3  3



GMT 14:09 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

تركيا في الامتحان السوري... كقوة اعتدال

GMT 14:07 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

كيف نتعامل مع سوريا الجديدة؟

GMT 14:06 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

سيناء فى عين الإعصار الإقليمى

GMT 14:04 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

تنظير في الاقتصاد بلا نتائج!

GMT 10:09 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط والشرع وجروح الأسدين

GMT 10:08 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

بجعة سوداء

GMT 10:07 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

عن «شاهبندر الإخوان»... يوسف ندا

GMT 10:05 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

لبنان... إلى أين؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد
  مصر اليوم - بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 10:34 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024

GMT 10:38 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر

GMT 10:52 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

GMT 09:38 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 21:45 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

فجر السعيد تفتح النار على نهى نبيل بعد لقائها مع نوال

GMT 08:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مبابي يكشف سبب منعه من الاستمرار مع سان جيرمان

GMT 20:43 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

الأمير هاري يتحدث عن وراثة أبنائه جين الشعر الأحمر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon