مصر اليوم
الذين سيهزون الشوارع والميادين، ويدقون الهواء بقبضات أيديهم، صارخين: الشعب يريد إسقاط الإخوان يوم 30 يونيو لديهم ما يبرر غضبهم العارم، إذ تراكمت الأسباب التى تقود الناس إلى رفض مرسى حتى صارت عشرة أسباب هى:
1- الخروج على خط الثورة ومطالب الثوار، بخطف الدستور، والانفراد بوضع قواعد المنافسة السياسية بما يمنع تداول السلطة، وغياب العدل الاجتماعى، وتضييق الحريات العامة، وتهديد الوحدة الوطنية والعيش المشترك، وإهانة المواطنين، واستعلاء الجماعة الحاكمة، رغم تخلفها ورجعيتها، عليهم.
2- غياب أى مشروع للتنمية، وتراجع الاقتصاد بطريقة مخيفة، حيث زيادة معدلات التضخم والبطالة وارتفاع الأسعار بمستوى غير مسبوق، فى مقابل ارتفاع نسبة من وقعوا تحت خط الفقر، وتدنى قدرة الدولة على تقديم الخدمات للمواطنين.
3- استمرار غياب الأمن، حيث لم ينجح مرسى فى تحقيق مطالب الناس بتحديد «وظيفة أمنية» للشرطة مختلفة عن تلك التى كانت متبعة أيام مبارك، حيث انحرفت من حماية المجتمع إلى قهره لحساب السلطة. كما لم يستجب مرسى لكل مطالب تطهير أجهزة الأمن بل سعى وضغط عليها لتكون فى خدمته وجماعته على حساب المصلحة العامة، وهو ما ترفضه أغلبية رجال الشرطة إلى الآن.
4- التسبب فى إحداث انقسام خطير للمجتمع للمرة الأولى فى تاريخ البلاد بهذا القدر الجارح، وعودة جماعة الإخوان إلى ممارسة العنف بشتى ألوانه الرمزية واللفظية والمادية، علاوة على إكراه السلطة وتجبرها، الذى قاد إلى استشهاد العشرات خلال سنة من حكم مرسى، وإصابة المئات، وحبس وتعذيب الآلاف.
5- افتقاد مرسى وجماعته إلى أدنى درجة من الكفاءة فى إدارة الدولة، بينما يغيب مبدأ «الاستحقاق والجدارة» فى تعيين الذين يتولون الوظائف القيادية العامة وهم إما إخوان (عاملون، منتسبون، متعاطفون) أو متأخونون أو منسحقون يأتمرون بأمر الجماعة، وهذا نوع من الفساد الإدارى، يدمر مقدرات الدولة.
6- ترك مرسى الفرصة كاملة لمكتب الإرشاد للتحكم فى زمام أمور الدولة، رغم أنه بلا أى حيثية قانونية أو مشروعية، وطاعته هو شخصياً، بل انصياعه التام، لإرادة التنظيم الدولى للإخوان، وإظهار ولائه للجماعة على حساب الوطن.
7- خداع الشعب والكذب المتوالى والفاضح عليه، بل واستحماره، إذ وجد الناس بمرور الأيام أن كل ما وعد به مرسى أثناء حملة انتخابات الرئاسة كان محض تلاعب بمشاعر ومصالح الناس، واتسعت الفجوة بين القول والفعل، ففقدت السلطة مصداقيتها ومشروعيتها الأخلاقية، ولا تلوح فى الأفق أى بادرة أمل فى إمكانية مراجعة الإخوان لأنفسهم أو تغيير نظرتهم وسياستهم.
8- تعريض الأمن القومى للخطر، وهو الذى ظهر فى معالجة أزمة «سد النهضة»، واتخاذ خطوات حيال سوريا من دون ترتيب مع الجيش، بما يفتح الباب أمام تورطه فى حرب خارجية لحساب مصالح جماعة الإخوان وارتباطاتها وتحالفاتها، وكذلك فتح الباب أمام إمكانية وضع المعلومات الاستخباراتية التى تهم الدولة المصرية أمام أعين التنظيم الدولى للإخوان، بما يمكّنه من استغلالها لصالحه على حساب أمن البلاد.
9- عدم الانشغال بمصالح مصر، وتقديم مصالح تنظيم الإخوان عليها، وهى مسألة بانت فى معالجة أزمة «الخلية الإخوانية» فى الإمارات، وفى اتفاق الهدنة بين حماس وإسرائيل.
10- الإضرار بصورة مصر فى الخارج، إذ بدت وكأنها «دولة راعية للإرهاب» أو باتت على شفا هذا التصنيف الخطر، كما بان ضعف تقدير الرؤساء وكبار المسئولين لمرسى فى زياراته الخارجية المتتابعة، والتى لم تحقق أى فائدة تذكر للبلاد، بينما لم يزر أحد من الرؤساء مصر فى ظل حكم مرسى إلا أمير قطر.