توقيت القاهرة المحلي 10:14:39 آخر تحديث
  مصر اليوم -

رواية عن «تنظيم القاعدة» ( 2-2)

  مصر اليوم -

رواية عن «تنظيم القاعدة»  22

مصر اليوم

  فى ضوء رواية «أساطير رجل الثلاثاء» لصبحى موسى قد يظن البعض أن سير الكاتب على خريطة الواقع سيجعل العمل سهلا، لأن من يعرف ما جرى لن يبذل جهدا فى قراءة الرواية، لكن فى الحقيقة فإننا نحتاج إلى يقظة تامة حين نطالع هذه الرواية، وربما تحتاج أيضاً إلى خلفية تراثية لتبيان مدى تواشج الاقتباسات من الكتب القديمة مع النص، أو مدى تأثير الماضى فى الحاضر بشكل طاغٍ. والجانب الفنى فى الرواية يظهر فى ثلاثة أمور، الأول هو المعمار أو البناء، حيث بدأ المؤلف قصة القاعدة من منتصفها، حيث ينتظر الشاب فى محطة قطار بباريس الثرى الرجل الفلسطينى المكلل بالجلال والمهابة، ثم يعود بنا مستخدما طريقة «الفلاش باك» فى تتبع الأصل العائلى للشاب والمنبع الأيديولوجى للرجل، لنجد أنفسنا فى اليمن ثم نجد وفى القاهرة، ويتبادل الشخصان الفصول الأولى للرواية، ثم يتوقف السرد عند نقطة الجهاد الأفغانى ضد السوفيت، لتتصاعد الأحداث رأسيا بما يتطابق مع الواقع وتصل إلى نهاية مفتوحة، يجسدها سؤال هو آخر جملة فى الرواية يقول: «إلى أين الرحيل؟» وهى نهاية مبررة إذ إن لحظة إتمام الكاتب عمله وهو يوم 28 سبتمبر 2008، لم يكن البطل الحقيقى للرواية وهو أسامة بن لادن قد قتل بعد، وكان العالم كله يتساءل وقتها: أين هو؟ وما مصيره؟ وهل موجود حقا على قيد الحياة أم قضى نحبه؟ أما الأمر الثانى فهو وصف الكاتب للمعارك الطاحنة التى دارت على أرض أفعانستان، وما ظهر فيها من بطولات وأساطير وآمال وآلام. ومع أنه لم يعش هذه التجربة، وكتب عن شىء لا يعرفه جيدا، فإنه أعاد صياغة ما قرأه فى هذا المضمار بشكل فنى، لتبقى مشاهد الحرب هى الأكثر إنسانية فى الرواية برمتها. والثالث هو محاولات الكاتب المتجددة فى صناعة «التشويق» حتى لا يشعر القارئ بالملل أو ينصرف عن عمل قد يعرف نهايته بعد أن يمضى فيه قليلا. ولهذا جاءت الرواية عبارة عن مقاطع صغيرة متلاحقة، بعضها ينتهى بطريقة ملغزة تثير الحيرة، أو توقظ الرغبة فى معرفة الآتى، أو تمهد لما يأتى بعدها فى إحكام. إننا مع «أساطير رجل الثلاثاء» أمام رواية «سياسية» باقتدار، لم تتدفق السياسة فيها إلى النص عن غير قصد، كما يحدث عند كثير من الأدباء، بل هناك عمدية ظاهرة لطرح قضية سياسية عبر عمل روائى، فالفكرة السياسية تلعب هنا الدور الغالب أو التحكمى، ولذا أصبح على الكاتب طيلة الوقت أن يجعل من فكرته تلك مادة حية تتحرك داخل العمل الروائى، من خلال الشخصيات، على هيئة أفعال وتضحيات، وأن يظهر العلاقة بين النظرية والتجربة، أو بين الأيديولوجيا والعواطف التى يحاول أن يقدمها، دون أن يجعل أطروحته المجردة تفسد الناحية الفنية للرواية وتقضى على حيويتها وعذوبتها وانتمائها إلى عالم الأدب وليس إلى الكتابة السياسية التى تتوسل بالسرد، وهو ما نجح فيه باقتدار.  نقلاً عن جريدة "الوطن"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رواية عن «تنظيم القاعدة»  22 رواية عن «تنظيم القاعدة»  22



GMT 07:12 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

سيد... والملّا... والخاتون

GMT 07:10 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

زيارة محمّد بن زايد للكويت.. حيث الزمن تغيّر

GMT 07:09 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

غلق مدرسة المستقبل

GMT 07:09 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

إنَّ الكِرَامَ قليلُ

GMT 07:08 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب الثاني... وقبائل الصحافة والفنّ

GMT 07:07 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

مع ترمب... هل العالم أكثر استقراراً؟

GMT 07:06 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب... ومآلات الشرق الأوسط

GMT 07:05 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

اللغة التى يفهمها ترامب

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:43 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

عمر خيرت يكشف عن لحظة فارقة في حياته
  مصر اليوم - عمر خيرت يكشف عن لحظة فارقة في حياته

GMT 09:44 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

جورج وأمل كلوني يحتفلان بذكرى زواجهما في أجواء رومانسية

GMT 12:02 2024 السبت ,07 أيلول / سبتمبر

نصائح وأفكار لإطلالات أنيقة ومتناسقة

GMT 20:58 2016 الجمعة ,28 تشرين الأول / أكتوبر

لجان البرلمان المصري تستعد لمناقشة أزمة سورية

GMT 23:21 2018 الأربعاء ,21 آذار/ مارس

تعرفي على خطوات للحفاظ على "لون الصبغة"

GMT 23:40 2018 الأحد ,04 آذار/ مارس

تعرف على سعر ومواصفات سكودا كودياك 2018

GMT 19:31 2018 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الشرطة تكشف تفاصيل تجريد أستاذ جامعي من ملابسه

GMT 18:47 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

شركة فيات كرايسلر تكشف عن تراجع ديونها بمقدار النصف
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon