توقيت القاهرة المحلي 03:23:25 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أيام محمد محمود (2)

  مصر اليوم -

أيام محمد محمود 2

عمار علي حسن

فى اليوم الثالث من أحداث محمد محمود كان هناك اجتماع للجمعية الوطنية للتغيير، وكان السؤال المطروح على المائدة: ما العمل؟ وتوالت الاقتراحات بينما كانت الأخبار تأتى من أروقة السلطة لتقول إن المشير يقابل بعض الشخصيات البارزة ليعرض عليهم منصب رئيس الوزراء خلفا لعصام شرف، وتأتى من ميدان التحرير لتقول إن المحتشدين يتناقشون باستفاضة وجدية حول قضية قيام قيادة للثورة، بعد أن أدركوا أن استمرار الثورة بلا رأس يساعد على سرقتها أو تفريغها من مضمونها أو يحولها إلى انقلاب ناعم. فى الليلة التى سبقت هذا الاجتماع تلقيت اتصالا هاتفيا من فتاة تنتمى إلى حملة دعم البرادعى، وقالت لى إن الدكتور البرادعى موجود الآن بصحبة الشباب فى شقة بحى جاردن سيتى، يقابل إلحاحهم عليه بقبول منصب رئيس الوزراء بصمت وابتسامة لا تعكسان شيئا سوى الرفض البات. وطلبت منى أن أحدثه لأقنعه، فقلت لها: للرجل حساباته التى تمنعه، ولا تنسى أنه قابل بالأمس الفريق سامى عنان، وربما جرى بينهما حديث حول هذه المسألة المهمة. وكان البرادعى، الذى التقيته مع كثيرين مرات قبل الثورة فى بيته، قد فاجأنى، للمرة الأولى والأخيرة، بمكالمة بدا فيها ودودا ووديعا ومتواضعا كعادته، ليثنى على مناظرة فى قناة «الجزيرة مباشرة مصر» جرت بينى وبين كل من عبدالمنعم الشحات القيادى السلفى، وعاصم دربالة القيادى بالجماعة الإسلامية، وتطرق الحديث إلى علاقته بالمجلس العسكرى، فسألنى عن جدوى وجود جسور بينه وبينهم، فقلت له: هم قلقون منك، وكلما جاء ذكر اسمك أمامهم جفلوا، ومن الأفضل أن تزيل سوء الفهم، وترفع آثار الدعايات الرخيصة التى بثها فى حقك جهاز أمن الدولة، ولا تزال معششة فى رؤوس كثيرين ومنهم أعضاء المجلس، ويجب أن يتم هذا وفق الرؤية التى تؤمن بها وهى انسحابهم تماما من الحياة السياسية المباشرة، وتولى مدنيين المسئولية. لكننى لم أتابع ما جرى بينه وبينهم إلى أن جاء خبر لقائه بالفريق عنان. فى اجتماع الجمعية الوطنية للتغيير تطرقنا إلى لقاء البرادعى وعنان، وعرفنا أن المشير رافض لتوليه منصب رئيس الوزراء، لكننى قلت للمجتمعين يومها: للثورة شرعيتها، وهى التى تفرض، ولا تنتظر هبات من أحد، ولا تستجدى أو تطلب أو تناشد أحدا، وطرحت أن نعلن فى الميدان عن اقتراح باختيار البرادعى رئيسا للوزراء والدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح والدكتور حسام عيسى نائبين له. وحمل ثلاثة من شباب الجمعية الاقتراح إلى الميدان، فلاقى ترحيبا من البعض ورفضا من غيرهم. كالعادة كان الناس منقسمين، وكانت هناك قوة شريرة تغذى هذا الانقسام دوما، لأنها آمنت منذ اللحظة الأولى أن توحد الناس فيه نجاح للثورة. وقد قامت الأجهزة الأمنية بدور بارز فى هذا الأمر، استمر حتى رحل المجلس العسكرى عن السلطة فى أغسطس 2012. ولهذا كتبت ذات يوم: «ضابط أمن الدولة الذى حرض على اقتحام البرلمان كان يمثل مشهدا فى فيلم طويل نراه منذ اندلاع الثورة. أمثاله وكذلك ضباط من المخابرات بمختلف ألوانها ملأوا ميدان التحرير وغيره من الميادين، حاملين بطاقات هوية مزيفة يدعون بها أنهم أطباء ومهندسون وأعمال حرة وموظفون، كانوا يجمعون معلومات عما يجرى، والأهم من هذا كانوا يحبطون أى خطة لتوحيد الجهد واختيار قيادة للثورة». لكن بمرور الأيام أدركنا أن ضباط الأمن لم يكونوا بمفردهم الذين كانوا يغذون تشتت الميدان وفرقته، إنما كذلك من كان يجلس بعيدا عن دوائر الدم والنار، وينتظر أن يسقط كل شىء فى يديه، ثم يحاول بعد أن تنكر للشهداء وفضلهم أن يمحو صورهم المرسومة على جدران «محمد محمود». نقلاً عن جريدة "الوطن"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أيام محمد محمود 2 أيام محمد محمود 2



GMT 08:48 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

بيت من زجاج

GMT 08:46 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

إدارة ترامب والبعد الصيني – الإيراني لحرب أوكرانيا...

GMT 08:45 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب ومشروع تغيير المنطقة

GMT 08:44 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ماذا جرى في «المدينة على الجبل»؟

GMT 08:34 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

طبيبة في عيادة «الترند»!

GMT 08:33 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

الشعوذة الصحافية

GMT 08:32 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ولاية ترمب الثانية: التحديات القادمة

GMT 08:31 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

من الرياض... التزامات السلام المشروط

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:43 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

عمر خيرت يكشف عن لحظة فارقة في حياته
  مصر اليوم - عمر خيرت يكشف عن لحظة فارقة في حياته

GMT 09:44 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

جورج وأمل كلوني يحتفلان بذكرى زواجهما في أجواء رومانسية

GMT 12:02 2024 السبت ,07 أيلول / سبتمبر

نصائح وأفكار لإطلالات أنيقة ومتناسقة

GMT 20:58 2016 الجمعة ,28 تشرين الأول / أكتوبر

لجان البرلمان المصري تستعد لمناقشة أزمة سورية

GMT 23:21 2018 الأربعاء ,21 آذار/ مارس

تعرفي على خطوات للحفاظ على "لون الصبغة"

GMT 23:40 2018 الأحد ,04 آذار/ مارس

تعرف على سعر ومواصفات سكودا كودياك 2018

GMT 19:31 2018 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الشرطة تكشف تفاصيل تجريد أستاذ جامعي من ملابسه

GMT 18:47 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

شركة فيات كرايسلر تكشف عن تراجع ديونها بمقدار النصف
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon