توقيت القاهرة المحلي 10:14:39 آخر تحديث
  مصر اليوم -

رواية عن «تنظيم القاعدة» (1-2)

  مصر اليوم -

رواية عن «تنظيم القاعدة» 12

مصر اليوم

  بذل الروائى المصرى صبحى موسى جهداً بالغاً فى مطالعة مراجع ومصادر عدة كى يسجل سيرة تنظيم القاعدة وقادته، من جذوره إلى بذوره، فى عمل روائى أعطاه عنوان «أساطير رجل الثلاثاء»، والذى يمثل فى حد ذاته لافتة دالة أو «جملة مفتاحية» لفهم العمل، فنحن أمام صناعة أسطورة دينية تم توظيفها لخدمة سياسات دولية، بطلها «رجل الثلاثاء» وهو اليوم الذى كانت تتم فيه الاجتماعات الدورية لمؤسس جماعة الإخوان مع أتباعه، واستمر هذا تقليداً لدى الجماعة العجوز التى خرجت الجماعات والتنظيمات السياسية ذات الإسناد الإسلامى من تحت إبطها، أو وُلدت على كفّيها. تنطلق على التوازى، فى ثنايا الرواية، رحلة ثلاثة رجال، الأول ثرى سعودى من أصل يمنى، يبدو وكأنه ابن لادن، والثانى فلسطينى جاء إلى مصر وانضم لجماعة الإخوان أيام البنا وكأنه عبدالله عزام، والثالث باكستانى من بين «الطالبانيين»، بينما تحتل المرأة دوراً ثانوياً، فهى إما زوجة متبرمة أو أم شكاءة بكاءة، لكنها ليست فاعلة فى معنى هذه الرواية ومبناها، وهو ما لا يتجاوز واقعاً يقول بوضوح إن قصة «الأفغان العرب» أو «المجاهدين» وكذلك «القاعديين» هى حكاية رجال حملوا أفكاراً متطرفة فى رؤوسهم وبنادق على أكتافهم. وهذا التطابق الشديد بين الواقع الذى جرى وبين ما يقتضيه عمل روائى من عدم الاكتفاء بكونه مجرد مرآة عاكسة للوقائع والأحداث حاول الكاتب أن يردمه بسرد تفاصيل للمعارك والعودة إلى التراث للاقتباس والاقتطاف كى يخدم خيط السرد ويثريه، وتمكّن بمهارة شديدة أن يحول ما يمكن أن يكون حاشية مستدعاة من بطن التاريخ القديم إلى متن متماهٍ فى الحاضر عبر سطور الرواية. ورغم أن المؤلف شاعر معروف لديه خمسة دواوين، إلا أن زخم المعلومات التى احتشدت أمامه ورغبته فى رسم ملامح كاملة وربما أمينة لتنظيم القاعدة وأشباهه جعلت اللغة فى الغالب الأعم ذات طابع تقريرى مباشر ومحايد، تصل إلى المعنى من أقرب طريق، متجنبة إعطاء صور جمالية ومفارقات وشحنات عاطفية، ومبتعدة أيضاً عن الإغراق فى رصد التفاعلات الإنسانية الطبيعية بين الأبطال والموزعة بين حركات الأجساد ولغة المشاعر، لتصبح العلاقة بينهم ذات طابع آلى تهبط وتصعد لتخدم القصة الرئيسية المعانقة للواقع، أو الملتصقة به. ليس معنى هذا أن الكاتب لم يفصح عن ذائقته الشعرية أبداً، بل جاد بها فى مواضع قليلة، ليس عن عجز، إنما لأنه قرر منذ اللحظة الأولى أن يستخدم اللغة فى خدمة راوٍ عليم بكل شىء، مولع بالتفاصيل التى تحملها الأخبار والتقارير السياسية والكتب الفقهية والسيَر، لينتج رواية تراوح بين «المعرفية» و«التاريخية» و«التسجيلية» وتصبح، من دون مبالغة، مرجعاً فى تتبع سيرة القاعدة، ولا ينقصها حتى تحقق ذلك تحقيقاً كاملاً سوى وضع الأسماء الحقيقية مكان الأسماء المستعارة لأبطالها، ثم إعادة قراءتها لفهم كيف فكر قطاع من المتطرفين الإسلاميين، وكيف تحركوا فى الزمان والمكان ليصنعوا ظاهرتهم التى تشغل العالم منذ عقود. وما يعزز مسار البرهنة على هذا التطابق أو التماهى أن الرواية حفلت بالأسماء الحقيقية لقادة المجاهدين الأفغان وقيادات من جماعة الإخوان وساسة سعوديين ومصريين وسودانيين وروس وشخصيات دينية بارزة وقيادات حركية فى تنظيم القاعدة، وبذلك انتهجت طريقة مختلفة عن روايات أخرى عالجت الظاهرة ذاتها مثل رواية «أبو عمر المصرى» لعز الدين شكرى، و«القوس والفراشة» لمحمد الأشعرى.   (ونكمل غدا إن شاء الله)  نقلاً عن جريدة "الوطن"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رواية عن «تنظيم القاعدة» 12 رواية عن «تنظيم القاعدة» 12



GMT 07:12 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

سيد... والملّا... والخاتون

GMT 07:10 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

زيارة محمّد بن زايد للكويت.. حيث الزمن تغيّر

GMT 07:09 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

غلق مدرسة المستقبل

GMT 07:09 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

إنَّ الكِرَامَ قليلُ

GMT 07:08 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب الثاني... وقبائل الصحافة والفنّ

GMT 07:07 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

مع ترمب... هل العالم أكثر استقراراً؟

GMT 07:06 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب... ومآلات الشرق الأوسط

GMT 07:05 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

اللغة التى يفهمها ترامب

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:43 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

عمر خيرت يكشف عن لحظة فارقة في حياته
  مصر اليوم - عمر خيرت يكشف عن لحظة فارقة في حياته

GMT 09:44 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

جورج وأمل كلوني يحتفلان بذكرى زواجهما في أجواء رومانسية

GMT 12:02 2024 السبت ,07 أيلول / سبتمبر

نصائح وأفكار لإطلالات أنيقة ومتناسقة

GMT 20:58 2016 الجمعة ,28 تشرين الأول / أكتوبر

لجان البرلمان المصري تستعد لمناقشة أزمة سورية

GMT 23:21 2018 الأربعاء ,21 آذار/ مارس

تعرفي على خطوات للحفاظ على "لون الصبغة"

GMT 23:40 2018 الأحد ,04 آذار/ مارس

تعرف على سعر ومواصفات سكودا كودياك 2018

GMT 19:31 2018 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الشرطة تكشف تفاصيل تجريد أستاذ جامعي من ملابسه

GMT 18:47 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

شركة فيات كرايسلر تكشف عن تراجع ديونها بمقدار النصف
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon