توقيت القاهرة المحلي 12:59:54 آخر تحديث
  مصر اليوم -

كيف ننمى الخيال السياسى؟ (2-2)

  مصر اليوم -

كيف ننمى الخيال السياسى 22

عمار علي حسن

فى مقال أمس تناولت أربع وسائل لتنمية الخيال السياسى، وهنا أكمل: 5- يجب عدم الاستسلام للقوالب المنهجية الجامدة، والتعامل معها على أنها أصنام لا يجب المساس بها، وتجنب الغموض كوسيلة للهرب أو التملص من استخراج الأحكام المحددة عن المجتمع، وعلينا ألا نكتفى بالاهتمام بالاستخلاصات العامة والأساسية والكبرى من التاريخ، بل علينا أن نغوص، ولو قليلاً، فى التفاصيل والجزئيات، ونفهم العلاقات القائمة بينها، ولا نقصر جهودنا على إعداد دراسات متتالية عن وسط اجتماعى أو قضية سياسية جزئية، بل ننظر إلى الأبنية الاجتماعية الكبرى، ولتبقى عيوننا مفتوحة دوماً على أننا فى النهاية ندرس أموراً تخص الإنسان، ولذا فإن الإلمام بالطبيعة البشرية غاية فى الأهمية، والتعامل مع الفرد بوصفه فاعلاً تاريخياً واجتماعياً ضرورة. ويقدم جون إلستر نصائح أخرى يسميها «أمثلة للتصرف على أساس النتائج البعيدة زمنياً»، إن أمعنا النظر فيها سنجد أنها تساعدنا أيضاً على تنمية الخيال، إذ يجملها فى ثلاث طرق ذهنية وسلوكية هى: أ- التراجع للقيام بقفزة أفضل إلى الأمام: أو التراجع خطوة كى نتقدم خطوتين. وتجسد إحدى القواعد الاقتصادية هذا الموضوع بجلاء، وهى تلك التى ترى أنه كى نستثمر من أجل زيادة الاستهلاك فى المستقبل، يتعين علينا أن نستهلك أقل فى الوقت الحالى. وإذا كانت الحالة الأدنى الراهنة ستبقى الإنسان على قيد الحياة، فالمكاسب التى ستعود عليه من الحالة الأعلى المقبلة ضخمة بما يكفى لتبرير الخسارة التى لحقت به نتيجة اختياره الوضع الأدنى. ب- التمهل: فهناك أمور كثيرة يؤدى التمهل فيها إلى تحسن ما نسعى إلى الحصول عليه، أو على تعزيز فرصنا فى اختيار الأفضل. ج- التصويب مباشرة نحو الهدف: فنحن حين نسعى إلى إصابة هدف متحرك يجب ألا نصوب على المكان الذى يوجد به الهدف، لكن على المكان الذى سيحل فيه عندما يصل إليه السهم أو تخرقه الرصاصة. وهذا معناه أننا حين نصوب نعمل حساب الحركة إلى المستقبل وليس وضع الهدف فى زمانه ومكانه الراهن. ولعل «النظرية النسبية» تعطى فهماً أشمل لهذه النقطة، وتبرهن على صحتها ودقتها. وحتى يكون بوسعنا أن ننمى خيالنا السياسى فعلينا ابتداء أن نزيح الكوابح التى تلجم الخيال أو تكبته، وأولها العقل، الذى يصر أحياناً على فرض حدود وهمية على طاقته اللامحدودة، أو يوحى لنا دوماً بالحذر ويقيد رغبتنا فى المغامرة. وثانيها البيروقراطية التى تميل بطبيعتها إلى عمل روتينى واتباع أساليب جامدة وفق نماذج عتيقة نسبياً، ومقاومة أى ميل إلى التغيير أو أى فكرة مبتكرة، خصوصاً لو جاءت من خارج المؤسسة. وهذه الآفة يعانى منها الجميع فى العالم العربى، لا سيما فى الدول التى تتسم باتساع جهازها البيروقراطى وقدمه وتضحم دوره فى تسيير دفة الأمور. وعلينا كذلك أن نستفيد بكل ما تتيحه لنا ينابيع التخيل من استقراء التاريخ، وتراكم المعرفة، والاستبطان، والعمل بروح الفريق، والعصف الذهنى المفتوح والعميق، وعطاء الدراسات عبر النوعية، والخيال المنطقى المحدد، والخيال الإبداعى المنطلق. نقلا عن الوطن

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كيف ننمى الخيال السياسى 22 كيف ننمى الخيال السياسى 22



GMT 07:12 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

سيد... والملّا... والخاتون

GMT 07:10 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

زيارة محمّد بن زايد للكويت.. حيث الزمن تغيّر

GMT 07:09 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

غلق مدرسة المستقبل

GMT 07:09 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

إنَّ الكِرَامَ قليلُ

GMT 07:08 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب الثاني... وقبائل الصحافة والفنّ

GMT 07:07 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

مع ترمب... هل العالم أكثر استقراراً؟

GMT 07:06 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب... ومآلات الشرق الأوسط

GMT 07:05 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

اللغة التى يفهمها ترامب

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:43 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

عمر خيرت يكشف عن لحظة فارقة في حياته
  مصر اليوم - عمر خيرت يكشف عن لحظة فارقة في حياته

GMT 09:44 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

جورج وأمل كلوني يحتفلان بذكرى زواجهما في أجواء رومانسية

GMT 12:02 2024 السبت ,07 أيلول / سبتمبر

نصائح وأفكار لإطلالات أنيقة ومتناسقة

GMT 20:58 2016 الجمعة ,28 تشرين الأول / أكتوبر

لجان البرلمان المصري تستعد لمناقشة أزمة سورية

GMT 23:21 2018 الأربعاء ,21 آذار/ مارس

تعرفي على خطوات للحفاظ على "لون الصبغة"

GMT 23:40 2018 الأحد ,04 آذار/ مارس

تعرف على سعر ومواصفات سكودا كودياك 2018

GMT 19:31 2018 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الشرطة تكشف تفاصيل تجريد أستاذ جامعي من ملابسه

GMT 18:47 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

شركة فيات كرايسلر تكشف عن تراجع ديونها بمقدار النصف
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon