توقيت القاهرة المحلي 11:01:46 آخر تحديث
  مصر اليوم -

خرافة «الحياد الإعلامى» (2 - 2)

  مصر اليوم -

خرافة «الحياد الإعلامى» 2  2

مصر اليوم

ويتفق المذيع الشهير الدكتور فيصل القاسم الذى يقدم برنامج «الاتجاه المعاكس» مع الرأى الذى يؤكد استحالة وجود إعلام محايد ويقول: «نرى أن الكثير من الإعلام العربى يسعى جدياً لتطبيق القيم الإعلامية الطوباوية والالتزام بها، وفى مقدمتها طبعاً ما يُسمى بالحيادية، والموضوعية، والاتزان، والتسامح، واحترام الرأى المخالف، حتى لو كان رأى العدو. ولا أدرى لماذا يحاول إعلامنا العربى أن يكون ملكياً أكثر من الملك فى تعامله مع الآخر المعادى، هذا فى الوقت الذى يعاملنا فيه ذلك الآخر، إعلامياً، بعنصرية وعدائية وتحامل وتحيز وتسلط صارخ» ويدلل القاسم على وجهة نظره هذه بعدة أمثلة منها، إصدار الحكومة البريطانية قراراً، حين اشتد الصراع بينها وبين الشين فين، الجناح السياسى للجيش الجمهورى الأيرلندى، يحظر على كل وسائل الإعلام البريطانية المسموعة والمرئية بث أى تصريحات للمسئولين فى تلك المنظمة بأصواتهم الحقيقية. ومنها كذلك تغطية وسائل الإعلام البريطانية للحرب بين بريطانيا والأرجنتين حول جزر الفوكلاند فى الثمانينات من القرن الماضى، أو تغطية الإعلام الغربى لأحداث الحربين العالميتين الأولى والثانية. وتوجد إحصائية تبين عدم الحياد فى عدد المقابلات التى أجرتها الصحف الأمريكية مع المؤيدين والمعارضين للغزو الأمريكى للعراق قبيل الغزو، فقد أجرت صحيفة «نيويورك تايمز» مثلاً حوالى أربعمائة مقابلة تبين أن ثلاثمائة وخمساً وتسعين منها كانت مؤيدة للحرب وخمساً فقط ضد الحرب، وفى هذا تحيز واضح وفضائح لوجهة نظر أو توجه سياسى بعينه. وأثناء الحروب استخدمت مختلف الدول تدابير شتى للتحكم فى وسائل إعلامها، للتأثير على الحلفاء والمحايدين والأعداء فى آن، وخلال الحربين العالميتين كانت الرقابة الإعلامية على أشدها، فحين يبدو الأمن القومى معرضاً لخطر داهم، يكون من اليسير على الدول أن تقنع المراسلين والمصورين الصحفيين، وصانعى الأفلام التسجيلية، بأن يتقبلوا بصدر رحب الحد من حريتهم. وقد حدث هذا بشكل واضح فى حرب فيتنام، ففى البداية وقفت وسائل الإعلام الأمريكية بجانب الحرب، حتى حدث انشقاق بين النخبة المسئولة عن الحرب، فبدأ الإعلام يكشف الحقائق للشعب، حتى اتهمته القيادة بأنه دمر معنويات الناس، ودفعهم للوقوف ضد استمرار القتال. وفى حرب الخليج التى اندلعت عام 1991 بذل البنتاجون جهداً بالغاً فى سبيل التحكم فى تدفق الأخبار، فحد من إمكانية وصول المصورين والمراسلين إلى ساحة المعركة، ليس للحفاظ على سرية المعركة فحسب، بل للتلطيف من غلواء الحرب وقسوتها وصدمتها. وهناك فريق يرى أنه إذا كان الحياد خرافة فإن الموضوعية هدف صحفى يمكن تحقيقه، وهنا يقول الخبير الإعلامى ياسر عبدالعزيز إنه يمكن للصحفى أن يكون موضوعياً إذا أراد، وسعى من أجل ذلك. وهو وإن لم يصل إلى الشكل الدقيق للموضوعية، الذى يتحدث عنه أصحاب الاتجاه الأول، فإنه يستطيع الوصول إلى درجة من الموضوعية، تثبت أن الموضوعية مفهوم ذو معنى، وليس خرافة على الإطلاق. ويضع «عبدالعزيز» آليات لتحقيق الموضوعية، ومنها: الإحاطة الكافية واللازمة بالموضوع الذى يتصدى لمعالجته، ومراعاة الدقة، والإنصاف، والتوازن، ووضوح الرسالة، والشمول، وعدم إهمال السياق.  

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خرافة «الحياد الإعلامى» 2  2 خرافة «الحياد الإعلامى» 2  2



GMT 10:09 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط والشرع وجروح الأسدين

GMT 10:08 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

بجعة سوداء

GMT 10:07 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

عن «شاهبندر الإخوان»... يوسف ندا

GMT 10:05 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

لبنان... إلى أين؟

GMT 10:04 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... من سيكتب الدستور؟

GMT 10:02 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

اكتب أنت يا عندليب!

GMT 10:00 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

أُهدى جائزتى.. إلى جريدتى

GMT 09:59 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

الزمن الإسرائيلى

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد
  مصر اليوم - بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon