توقيت القاهرة المحلي 11:38:49 آخر تحديث
  مصر اليوم -

خرافة «الحياد الإعلامى» (2 - 2)

  مصر اليوم -

خرافة «الحياد الإعلامى» 2  2

مصر اليوم

ويتفق المذيع الشهير الدكتور فيصل القاسم الذى يقدم برنامج «الاتجاه المعاكس» مع الرأى الذى يؤكد استحالة وجود إعلام محايد ويقول: «نرى أن الكثير من الإعلام العربى يسعى جدياً لتطبيق القيم الإعلامية الطوباوية والالتزام بها، وفى مقدمتها طبعاً ما يُسمى بالحيادية، والموضوعية، والاتزان، والتسامح، واحترام الرأى المخالف، حتى لو كان رأى العدو. ولا أدرى لماذا يحاول إعلامنا العربى أن يكون ملكياً أكثر من الملك فى تعامله مع الآخر المعادى، هذا فى الوقت الذى يعاملنا فيه ذلك الآخر، إعلامياً، بعنصرية وعدائية وتحامل وتحيز وتسلط صارخ» ويدلل القاسم على وجهة نظره هذه بعدة أمثلة منها، إصدار الحكومة البريطانية قراراً، حين اشتد الصراع بينها وبين الشين فين، الجناح السياسى للجيش الجمهورى الأيرلندى، يحظر على كل وسائل الإعلام البريطانية المسموعة والمرئية بث أى تصريحات للمسئولين فى تلك المنظمة بأصواتهم الحقيقية. ومنها كذلك تغطية وسائل الإعلام البريطانية للحرب بين بريطانيا والأرجنتين حول جزر الفوكلاند فى الثمانينات من القرن الماضى، أو تغطية الإعلام الغربى لأحداث الحربين العالميتين الأولى والثانية. وتوجد إحصائية تبين عدم الحياد فى عدد المقابلات التى أجرتها الصحف الأمريكية مع المؤيدين والمعارضين للغزو الأمريكى للعراق قبيل الغزو، فقد أجرت صحيفة «نيويورك تايمز» مثلاً حوالى أربعمائة مقابلة تبين أن ثلاثمائة وخمساً وتسعين منها كانت مؤيدة للحرب وخمساً فقط ضد الحرب، وفى هذا تحيز واضح وفضائح لوجهة نظر أو توجه سياسى بعينه. وأثناء الحروب استخدمت مختلف الدول تدابير شتى للتحكم فى وسائل إعلامها، للتأثير على الحلفاء والمحايدين والأعداء فى آن، وخلال الحربين العالميتين كانت الرقابة الإعلامية على أشدها، فحين يبدو الأمن القومى معرضاً لخطر داهم، يكون من اليسير على الدول أن تقنع المراسلين والمصورين الصحفيين، وصانعى الأفلام التسجيلية، بأن يتقبلوا بصدر رحب الحد من حريتهم. وقد حدث هذا بشكل واضح فى حرب فيتنام، ففى البداية وقفت وسائل الإعلام الأمريكية بجانب الحرب، حتى حدث انشقاق بين النخبة المسئولة عن الحرب، فبدأ الإعلام يكشف الحقائق للشعب، حتى اتهمته القيادة بأنه دمر معنويات الناس، ودفعهم للوقوف ضد استمرار القتال. وفى حرب الخليج التى اندلعت عام 1991 بذل البنتاجون جهداً بالغاً فى سبيل التحكم فى تدفق الأخبار، فحد من إمكانية وصول المصورين والمراسلين إلى ساحة المعركة، ليس للحفاظ على سرية المعركة فحسب، بل للتلطيف من غلواء الحرب وقسوتها وصدمتها. وهناك فريق يرى أنه إذا كان الحياد خرافة فإن الموضوعية هدف صحفى يمكن تحقيقه، وهنا يقول الخبير الإعلامى ياسر عبدالعزيز إنه يمكن للصحفى أن يكون موضوعياً إذا أراد، وسعى من أجل ذلك. وهو وإن لم يصل إلى الشكل الدقيق للموضوعية، الذى يتحدث عنه أصحاب الاتجاه الأول، فإنه يستطيع الوصول إلى درجة من الموضوعية، تثبت أن الموضوعية مفهوم ذو معنى، وليس خرافة على الإطلاق. ويضع «عبدالعزيز» آليات لتحقيق الموضوعية، ومنها: الإحاطة الكافية واللازمة بالموضوع الذى يتصدى لمعالجته، ومراعاة الدقة، والإنصاف، والتوازن، ووضوح الرسالة، والشمول، وعدم إهمال السياق.  

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خرافة «الحياد الإعلامى» 2  2 خرافة «الحياد الإعلامى» 2  2



GMT 07:12 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

سيد... والملّا... والخاتون

GMT 07:10 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

زيارة محمّد بن زايد للكويت.. حيث الزمن تغيّر

GMT 07:09 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

غلق مدرسة المستقبل

GMT 07:09 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

إنَّ الكِرَامَ قليلُ

GMT 07:08 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب الثاني... وقبائل الصحافة والفنّ

GMT 07:07 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

مع ترمب... هل العالم أكثر استقراراً؟

GMT 07:06 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب... ومآلات الشرق الأوسط

GMT 07:05 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

اللغة التى يفهمها ترامب

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:43 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

عمر خيرت يكشف عن لحظة فارقة في حياته
  مصر اليوم - عمر خيرت يكشف عن لحظة فارقة في حياته

GMT 09:44 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

جورج وأمل كلوني يحتفلان بذكرى زواجهما في أجواء رومانسية

GMT 12:02 2024 السبت ,07 أيلول / سبتمبر

نصائح وأفكار لإطلالات أنيقة ومتناسقة

GMT 20:58 2016 الجمعة ,28 تشرين الأول / أكتوبر

لجان البرلمان المصري تستعد لمناقشة أزمة سورية

GMT 23:21 2018 الأربعاء ,21 آذار/ مارس

تعرفي على خطوات للحفاظ على "لون الصبغة"

GMT 23:40 2018 الأحد ,04 آذار/ مارس

تعرف على سعر ومواصفات سكودا كودياك 2018

GMT 19:31 2018 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الشرطة تكشف تفاصيل تجريد أستاذ جامعي من ملابسه

GMT 18:47 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

شركة فيات كرايسلر تكشف عن تراجع ديونها بمقدار النصف
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon