توقيت القاهرة المحلي 09:34:45 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الأزهر والسلطة (1-3)

  مصر اليوم -

الأزهر والسلطة 13

عمار علي حسن

تم إقحام الأزهر فى الصراع السياسى منذ لحظة إنشائه، حين أريد له أن يجذر التشيع فى العقلية والنفسية المصريتين ويزيح الانحياز للمذهب السنى، فبدا بذلك مؤسسة ذات طابع «أيديولوجى» أكثر من كونها ذات سمت دينى، لكنه لم يلبث أن تحول عقب انتهاء الحكم الفاطمى إلى وجهة لكل أتباع المذهب السنى فى العالم أجمع. وكان الأزهر فى علاقته بالسلطة مختلفا فى بعض المواقف والمواضع عن الطرق الصوفية؛ فالأخيرة سارت غالبا فى ركاب أهل الحكم أغلب الزمن، بينما جاء على رأس الأزهر أحيانا شيوخ اختلفوا مع الحكام ولو فى أمور جزئية أو تفصيلية، وناهضوا الاحتلال كلية، وانتصروا لما اعتقدوا أنه صحيح الدين. ورغم مرور أكثر من عشرة قرون على ميلاده، لا يزال الأزهر يجاهد ليبقى فى قلب الظواهر المرتبطة بالسلطة سلبيا وإيجابيا، متحديا، سواء فى مواقف بعض رموزه أو بعض إنتاجه الفقهى والمعرفى، كل أولئك الذين يريدون فصل «السياسى» عن «الدينى»، ومطوقا مجالات تمتد من الأمور المحلية البحتة حتى العلاقات الدولية. وشكلت عناصر ثلاثة الدور السياسى للأزهر فى مسيرته التاريخية، كانت تجتمع أحيانا فيتعاظم هذا الدور، بغض النظر عمّا إذا كان خصما من رصيد المجتمع أم لصالحه، وأحيانا أخرى كان يتوافر أحدها أو اثنان منها، فيقل دور الأزهر السياسى. لكنه، فى جميع الأحوال، لم ينقضِ تماما. أ- العنصر الأول: هو شخصية شيخ الأزهر من حيث فهمه للواقع السياسى وإلى أى اتجاه يميل انحيازه الفكرى والنفسى، للجماهير الغفيرة ومصالحها أم لمصلحته الذاتية مع السلطان وحاشيته. ب- العنصر الثانى: يتمثل فى طبيعة السياق الاجتماعى السياسى السائد؛ ففى الظروف التى كانت السياسة فيها حاضرة وضاغطة، إما بفعل الحروب أو القلاقل أو الصراعات الداخلية أو احتداد المشكلات الحياتية للناس، كان لا بد للأزهر أن يدلى بدلوه فيما يدور ويتخذ من المواقف ما يتماشى مع سير الأحداث؛ إذ إن المجتمع المصرى كان، ولا يزال، ينتظر رأى الدين فيما يجرى اجتماعيا وسياسيا. ج- العنصر الثالث: يتعلق بشخصيات الحكام أنفسهم؛ فهناك من بينهم من لجأ إلى الأزهر لكسب الشرعية، وهناك من استمد شرعيته من روافد أخرى. هناك من أفسح المجال لعلماء الأزهر كى ينخرطوا فى الحياة السياسية وهناك من أوصد الباب أمامهم تماما. هناك من كان يؤمن بأن للدين رؤية سياسية واجتماعية وهناك من أراد له أن ينكفئ على أمور العقيدة والعبادة مبتعدا عن الهموم والأحوال الحياتية. (نكمل غدا إن شاء الله تعالى). نقلاً عن جريدة " الوطن "

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأزهر والسلطة 13 الأزهر والسلطة 13



GMT 07:12 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

سيد... والملّا... والخاتون

GMT 07:10 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

زيارة محمّد بن زايد للكويت.. حيث الزمن تغيّر

GMT 07:09 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

غلق مدرسة المستقبل

GMT 07:09 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

إنَّ الكِرَامَ قليلُ

GMT 07:08 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب الثاني... وقبائل الصحافة والفنّ

GMT 07:07 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

مع ترمب... هل العالم أكثر استقراراً؟

GMT 07:06 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب... ومآلات الشرق الأوسط

GMT 07:05 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

اللغة التى يفهمها ترامب

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:43 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

عمر خيرت يكشف عن لحظة فارقة في حياته
  مصر اليوم - عمر خيرت يكشف عن لحظة فارقة في حياته

GMT 09:44 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

جورج وأمل كلوني يحتفلان بذكرى زواجهما في أجواء رومانسية

GMT 12:02 2024 السبت ,07 أيلول / سبتمبر

نصائح وأفكار لإطلالات أنيقة ومتناسقة

GMT 20:58 2016 الجمعة ,28 تشرين الأول / أكتوبر

لجان البرلمان المصري تستعد لمناقشة أزمة سورية

GMT 23:21 2018 الأربعاء ,21 آذار/ مارس

تعرفي على خطوات للحفاظ على "لون الصبغة"

GMT 23:40 2018 الأحد ,04 آذار/ مارس

تعرف على سعر ومواصفات سكودا كودياك 2018

GMT 19:31 2018 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الشرطة تكشف تفاصيل تجريد أستاذ جامعي من ملابسه

GMT 18:47 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

شركة فيات كرايسلر تكشف عن تراجع ديونها بمقدار النصف
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon