توقيت القاهرة المحلي 16:02:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

روجر أوين

  مصر اليوم -

روجر أوين

مصطفي الفقي

هو واحد من أشهر أساتذة العلوم السياسية ونظم الحكم فى العقود الأخيرة وهو المسؤول حالياً عن دراسات «الشرق الأوسط» فى جامعة «هارفارد» الأمريكية، وقد كان أستاذًا بجامعة «أكسفورد» فى سبعينيات القرن الماضى، وتزداد أهميته بالنسبة لى أنه كان الممتحن الخارجى فى المناقشة النهائية لحصولى على درجة الدكتوراه فى «فلسفة العلوم السياسية» يوم 26 أغسطس 1977 فقد اختاره أستاذى الراحل «فاتيكيوتس» المشرف على الرسالة.
وقد كان الأستاذ الأشهر فى دراسات «مصر والشرق الأوسط» بجامعة «لندن» لسنوات طويلة- ليكون أهم الممتحنين من الخارج إلى جانب غيره من المعنيين بدراسة الشأن المصرى والتاريخ السياسى «للأقباط» وتأثيرهم على مستقبل الدولة، ويومها امتد النقاش فى إحدى القاعات المغلقة بكلية «الدراسات الشرقية والإفريقية» فى العاصمة البريطانية لعدة ساعات، وفوجئت بالكم الهائل من المعلومات الموثقة التى تنهمر من البروفيسور «روجر أوين» والتحليل الجديد لمعظمها، كما لاحظت أن الأستاذ المشرف أيضاً يفاجئنى ببعض الآراء المختلفة شأن معظم المشرفين على الرسائل الجامعية الذين يحتجزون بعض التعليقات عن طلابهم حتى «يتغندروا» بها أثناء المناقشة النهائية، وقد وفقنى الله يومها لكى تكون معلوماتى وفيرة وآرائى قاطعة وتحليلى مستندًا إلى الحقائق التاريخية والوثائق الثابتة فى موضوعية وتجرد وحيادٍ أكاديمى واضح، وقد تمسكت ببعض مواقفى الدراسية أدحض بها آراء أخرى للأستاذ الممتحن والأستاذ المشرف رغم خبرة كل منهما فى الشأن المصرى التى كانت أيضاً بغير حدود وفى نهاية الساعات الثلاث التى امتدت إليها المناقشة فوجئت بأستاذى «فاتيكيوتس» يقول لى بعربية واضحة (مبروك يا أستاذ)، وهو الذى لم يتحدث معى طوال السنوات الخمس السابقة بكلمة عربية واحدة رغم أنه يتحدثها باللهجة المصرية، حيث قضى فى أحضان الكنانة بعض سنوات عمره الدراسى فهو من أصل يونانى، وكان متزوجاً من ابنة الخواجة اليهودى المصرى «سورناجا» الذى كان أحد رواد صناعة «الخزف والصينى» فى «مصر» قبل التأميم، وقد خرج الأساتذة فور انتهاء المناقشة عن التقاليد وتحدثوا بتلقائية وذكروا أن ما أعجبهم أيضاً هو أننى كنت قد راجعت جميع الأسماء الواردة فى الرسالة وفقاً «لدائرة المعارف الإسلامية»، كما أننى لم أترك اسماً مذكوراً ولا معلومة جديدة إلا وتناولته بالشرح والتوضيح، فضلاً عن ثراء الرسالة بالمراجع القبطية والمصرية، وبعض المخطوطات النادرة فضلاً عن كل ما يتصل بالموضوع فى مكتبة «المتحف البريطانى» وما يرتبط به فى «مركز الوثائق البريطانية» أيضاً لأن موضوع الرسالة كان محصوراً فى الفترة التى نسميها «المرحلة الليبرالية» ما بين ثورتى 1919 و1952، وقد اتخذت من السياسى المصرى الراحل «مكرم عبيد باشا» نموذجاً لتأصيل نتائج البحث والربط بين مقدماته ونتائجه، ولقد تابعت بعد ذلك «روجر أوين» فى مراحل حياته المختلفة فكنت أقرأ مقالاته فى الصحف والدوريات وأتابع إصداراته فى المكتبات، ثم سنحت لى فرصة لقائه على غير موعد عندما دعتنى جامعة «لندن» عام 2006 متحدثاً فى ندوة كبيرة بمناسبة الذكرى الخمسين «لحرب السويس»، وكانت تضم صفوة من الشخصيات القادمة من «الشرق الأوسط» والساسة البريطانيين وأساتذة العلوم السياسية والمؤرخين، وأتذكر أن وزير الخارجية المصرى الراحل «أحمد ماهر» كان حاضراً فى تلك المناسبة، وكان «روجر أوين» أستاذى السابق متحدثاً هو الآخر فى ذات الاحتفالية، ولقد طالبت يومها فى محاضرتى بالإنجليزية بضرورة تقديم «المملكة المتحدة» اعتذارين كبيرين للشعب المصرى أولهما عن جريمة «إعدامات دنشواى» والثانى عن «مؤامرة السويس» التى وقفت وراء «العدوان الثلاثى» على «مصر» بعد نصف قرنٍ من الجريمة الأولى، وقد اختلف الحاضرون بين مؤيد متحمس لما أقول ومعارض متحفظ لما أطرح ولكنها كانت فرصة للحوار مع «روجر أوين» مرة أخرى واستذكار يوم أطروحتى للدكتوراه ومناقشته لها، ذلك هو أستاذ «العلوم السياسية» الشهير وخبير دراسات «الشرق الأوسط» المرموق الذى تنشر له صحيفة «الحياة اللندنية» أحياناً مقالات مترجمة توضح قدراته فى فهم المنطقة وشرح أبعادها المختلفة والتعليق على التطورات التى تجرى فى «مصر» و«المشرق العربى».. تحية لأستاذ ارتبطت به وتعلمت منه، وتحية لكل طالب علم يسعى فى موضوعية وتجردٍ وحياد

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

روجر أوين روجر أوين



GMT 09:33 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

ترتيبات استقبال الإمبراطور العائد

GMT 08:36 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

مجدي يعقوب والعطاء على مشارف التسعين

GMT 07:59 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

هل مسلحو سوريا سلفيون؟

GMT 07:58 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

عند الصباح

GMT 07:57 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

أزمة الغرب الخانقة تحيي استثماراته في الشرق الأوسط!

GMT 07:56 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

القرضاوي... خطر العبور في الزحام!

GMT 07:54 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

مخاطر الهزل في توقيت لبناني مصيري

GMT 07:52 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

لعنة الملكة كليوباترا

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:52 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

ميس حمدان تصرح الظهور كضيفة شرف لا ينتقص من مكانتي الفنية
  مصر اليوم - ميس حمدان تصرح الظهور كضيفة شرف لا ينتقص من مكانتي الفنية

GMT 09:13 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

GMT 00:03 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

بايدن يُكرم ميسي بأعلى وسام في أمريكا

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon