صلاح منتصر
يوم 12 فبراير قبل 7 سنوات كان عماد مغنية أحد القيادات المهمة في حزب الله ، يخرج من مطعم في دمشق في أحد شوارعها المعتمة والهادئة عندما مر أمام سيارة واقفة انفجر اطار احتياطي .
كان مثبتا في ظهرها وتطايرت منه شظايا قتلت «مغنية » للتو . اتهم حسن نصر الله رئيس حزب الله إسرائيل بأنها وراء العملية ،ولكن إيهود أولمرت رئيس وزراء إسرائيل في ذلك الوقت خرج باستنكار شديد ينفي أي دور لبلاده في العملية معلنا أنه ليس لديه مايضيفه . لكن التليفزيون الإسرائيلي وصف «مغنية بأنه أخطر إرهابي في الشرق الأوسط من 30 سنة» بينما قالت وزارة الخارجية الأمريكية» إن العالم أصبح أفضل بدونه» .
سبع سنوات مضت قبل أن تخرج صحيفة «واشنطن بوست » هذا الأسبوع بتحقيق يكشف أن المخابرات الأمريكية» والموساد الإسرائيلية معا قاما بتخطيط وتنفيذ عملية اغتيال عماد مغنية .
وحسب تفاصيل وثقها لمحرري الصحيفة الأمريكية خمسة من رجال المخابرات الأمريكية السابقين ، فقد كانت مهمة الولايات المتحدة صنع القنبلة التي ستنفجر بحيث لا تلفت الأنظار بصوتها وقوتها ، ويكون انفجارها مؤثرا في دائرة محددة تقتل من يدخلها . وقد احتاج الأمر كما ذكرت مصادر الصحيفة إلي 25 تجربة جرت في منشأة تابعة للمخابرات الأمريكية في ولاية كارولينا الشمالية حتي تم صنع القنبلة المطلوبة .
ومن جهتها قام جهاز الموساد بتجنيد عدد من العملاء لمتابعة مغنية الذي يسند إليه قيامه بعدة عمليات قتل فيها عدد كبير من الأمريكيين منها تفجير السفارة الأمريكية في بيروت ( 1983 ) . وأخيرا تم رصد »مغنية » في المطعم الذي تناول فيه العشاء الأخير في دمشق ، ومع توقع خروجه من المطعم تم إعداد كمين السيارة التي سينفجر إطارها لحظة مرور مغنية . وحسب تفاصيل العملية فقد تم توجيه تفجير إطار السيارة التي صنعتها أمريكا وتقف في دمشق ، من تل أبيب !
تري أي جرئم وألغاز أخري سيكشف عنها المستقبل ؟!