صلاح منتصر
لم ترتفع المصاحف ،ولم تخرج الحشود التى تصورها الإخوان يوم الجمعة 28 اللهم إلا فى قناة «الجزيرة مباشر» التى خصصت اليوم من صباحه إلى آخر الليل لنقل صور مظاهرات جرت فى خيال الذين صدمهم الواقع وهى مظاهرات إما قديمة لقيطة أو صناعية مستأجرة تم تصويرها لجموع لا تتجاوز 30 أو 35 فى حوارى ضيقة ليبدو العدد كبيرا ،ومن ظهورهم حتى لا تظهر فى الصور وجوههم !
أطلقت الدعوة السلفية على حدث الجمعة التى دعت إليه : « انتفاضة الشباب المسلم للإطاحة بالانقلابيين الذين يحكمون مصر «وأعلن الإخوان مشاركتهم فيها مما جعل بعض معلقى الغرب يتوقعون أن يكون يوم 28 « أكثر أيام مصر عنفا» . إلا أن الحصاد الحقيقى لليوم كان أقل من حصيلة الأيام العادية وهو مايمكن إرجاعه إلى :
1ـ عدم استجابة الشارع المصرى ـ حتى بين المتأثرين بالفكر المتطرف ـ لدعوة الاحتشاد مما أثبت تعافى الشارع من ظاهرة استخدام الدين فى أعمال سياسية خاصة بعد أن جد فى هذه المرة فكرة استخدام المصاحف المرفوعة وهو أمر ترفضه التربية المصرية من المثقف إلى البسيط .
2ـ تأكيد استمرار ثقة الشعب فى رئيسه وبصورة أوضح تأييد إجراءات مواجهة المتظاهرين الذين أصبحوا يمثلون عقبة فى طريق الشعب.
3ـ جدية تعامل أجهزة الأمن مع التهديدات بقوة. وفى استعراض غير مسبوق أذاعت القوات المسلحة والشرطة أفلاما حديثة مصورة للتجهيزات الحديثة التى وصلت أجهزة الأمن من مدرعات ومصفحات وناقلات جنود. وقد بدت أعدادها الكثيرة رسالة تحذير قوية واضحة إلى الذين تصوروا أنهم يستطيعون فرض كلمتهم ، وأيضا رسالة اطمئنان للمواطنين فى قدرات أمنهم
4ـ اكتشف السلفيون أخيرا أن لغة التهديد التى تحدثوا بها أعطت الأمن المصرى أمام الرأى العام العالمى شرعية التعامل معهم على أساس أنهم دعوا إلى مظاهرات غير سلمية وغير قانونية وتهدد المواطنين، وفى مختلف الأحوال كانت النتيجة فشل المحاولة السلفية الإخوانية .
ملاحظة : كتبت هذه السطور لنشرها يوم الأحد الماضى إلا أنه حدث صدور الحكم فى قضية القرن ومتابعته أجل نشر السطور إلى اليوم ، لذا لزم التوضيح .