بقلم : صلاح منتصر
منظر وشكل الفلوس الورقية المتداولة بين المواطنين خاصة ورق الخمسة والعشرة والعشرين جنيها وأيضا المائة جنيه، أصبحت حاجة تكسف سواء من قدمها ورائحتها وهلهلتها ولونها الكالح، وأيضا العبارات التى كثيرا ماتكتب عليها . وهذه الأوراق البالية تخرج من البنوك على طريقة تجار الفاكهة الذين يزينون وش القفص بعدد من الثمار الجميلة ولكن ما أن ترفع وش القفص حتى تظهر الحقيقة التى تستغرب لها . نفس الحكاية مع رزم البنوك الورقية من برة ورق شبه متماسك ومن الداخل أوراق متهالكة .
الدكتور طارق عامر محافظ البنك المركزى وهو اليوم يجنى ثمار القرار الصعب الذى اتخذه بفضل الرئيس ودعمه عندما قرر ترك السوق تمارس حريتها فى تحديد سعر العملات ، وهو ما يجعلنى أناشده أن يضرب ضربته الثانية وينقل طباعة الأوراق النقدية إلى عصر الفلوس البلاستيك الذى بدأته أستراليا فى الثمانينيات وصدرته إلى 20 دولة (منها تشيلى ورومانيا وتايلاند ونيوزيلندا وكندا وأخيرا بريطانيا) بإصدار ورقة بلاستيك من فئة الخمسة جنيهات تحمل صورة رئيس الوزراء البريطانى الراحل ونستون تشرشل وعليها عبارته الشهيرة خلال الحرب : وليس لدى ما أقدمه سوى الدم والتعب والدموع والعرق».
الفلوس البلاستيك وتكلفتها قد تبدو أغلى ولكنها بالمقارنة أرخص كثيرا من الفلوس الورق، فهى تعيش أربعة أضعاف عمر الأخيرة وتتميز بمقاومتها للماء (تدخل الغسالة وتخرج سليمة) ومقاومة للرطوبة والغبار ولا تسمح بالكتابة عليها كما هو حادث اليوم مع الفلوس الورق ، وغير ذلك فالفلوس البلاستيك أسهل كثيرا فى ماكينات الصرف الآلى بالإضافة إلى أنها أكثر أمانا ضد عمليات التزييف لصعوبة ذلك ، وأهم من ذلك ليست ناقلة للأمراض كما يحدث مع فلوسنا التى يخاف الأجانب من الإمساك بها !
أذكر أن رجل الأعمال المصرى نبيه برزى مؤسس شركات «إيديتا» أقام من نحو 20 سنة مصنعا للبروبلين فى مصر ونجح فى إقناع محافظ البنك المركزى بطبع فلوس مصر على البلاستيك ، ولكن مع تغير المحافظ دخل المشروع مخزن النسيان .
الفلوس البلاستيك هى فلوس المستقبل، وهى شكلا أفضل وأجمل وأنظف وأوفر . مارأى الدكتور طارق عامر؟
نقلا عن الآهرام القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع