بقلم : صلاح منتصر
غطت كبارى وشوارع القاهرة إعلانات مسلسلات رمضان التى تجعل شهر الصيام والتقرب إلى الله شهر التنقل من مسلسل لآخر وإعلانات الزيت والصابون وكريم الشعر والسمنة ،وإلى جانب ذلك استجداء تبرعات الملايين للمستشفيات وعلاج مرضى السرطان والقلب ...الخ مما جعل الفرجة على أى مسلسل خاصة لو كان ناجحا أن يتعرض للقطع أربع وخمس وست مرات. وقد تعلمت بالنسبة للعمل الذى اختاره أن أتفرج عليه فى الوقت الذى إختاره من خلال الإنترنت متأخرا بعض الوقت عن عرضه تليفزيونيا ولكن مستمتعا بمتابعته دون إعلانات .
يضع المجلس الأعلى للإعلام برئاسة الأستاذ مكرم محمد أحمد بصمته لأول مرة على مسلسلات رمضان هذا العام من خلال «مانيفستو الذوق والقيم» الذى يمنع «القول الفاحش» فى حوار المسلسلات سواء بالكلمة أو الإشارة ويفرض غرامة ربع مليون جنيه على كل قول أو إشارة . وهى خطوة يباركها الملايين بعد التدهور الواضح الذى ساد لغة الحوارات بحجة أنها الوسيلة الممكنة لا ضحك ، بينما لو عدنا إلى مئات الأفلام وعديد المسرحيات القديمة لوجدناها مدرسة للحوار النظيف الذى لايحرج الأب أمام زوجته أو ابنته وتثير الضحك وتناسب كل الأذواق لأن الكتاب كانوا يجهدون أنفسهم وكانت نياتهم أصلا فى الكتابة أساسها الذوق الرفيع والقيمة والخلق على عكس نيات كتاب هذا الزمان .
هناك تطور عالمى مهم حدث فى إنتاج الأعمال الفنية فى السنوات الأخيرة نرجو، أن نأخذ به وهو اختفاء التدخين من هذه الأعمال ، بعد أن ثبت أن ملايين الشباب يبدأون التدخين لتقليد أحد النجوم . ولأنهم اكتشفوا أن التدخين هو أسوأ اختراع عرفته البشرية وقرروا محاربته استعدادا للوصول فى منتصف هذا القرن إلى دول دون تدخين ، فقد تناول المنع فى الخارج الأفلام والمسلسلات فى الوقت الذى تضاعف فيه التدخين عندنا حتى لم يعد هناك مسلسل أو فيلم دون تدخين . وليت على السيجارة بل على الشيشة التى أصبحت شريكا أساسيا فى الأفلام .
إننى أناشد الصديق الأستاذ مكرم محمد أحمد أن يضع التدخين بالاتفاق مع وزارة الصحة فى مانيفستو الذوق والقيم، فمن حق مصر أن تشاهد أعمالا فنية بلا دخان حماية لصحة شبابها !
نقلا عن الآهرام القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع