بقلم : صلاح منتصر
لم يقم وحيد حامد بسهر الليالي وقراءة المراجع العديدة التي قرأها لإعداد الجزء الثاني من مسلسل الجماعة من أجل مطلب مادي . علي العكس كان يستطيع لو أراد أن يكتب في الفترة الطويلة التي أمضاها في كتابة وتوثيق أحداث المسلسل ثلاثة أو أربعة أفلام يحصل منها علي أضعاف ما ناله من مسلسل الجماعة وبجهد أقل وأيضا ــ وهو الأهم ــ دون أن يضع نفسه في دائرة تنشين كل من لا يرضى أو لا يعجبه مشهد في المسلسل .
الرسالة المهمة التي فهمتها ويجب أن يفهمها كل مشاهد تابع المسلسل هي أنه لا يمكن للإخوان بأفكارهم التي حملوها من سيد قطب واعتبروها دستورا لهم أن يتعايشوا معنا نحن الغالبية من غير الإخوان، لأسباب كثيرة، منها أن الإخواني يري نفسه المسلم الحقيقي أما باقي الذين يقولون عن أنفسهم مسلمين مثلي ومثلك فهم كفار يعيشون في عصر الجاهلية ، ومن لا يكفرنا فهو كافر .ومهمة الإخوان كما اعترف سيد قطب في التحقيق معه وكما كتب في كتابه «معالم علي الطريق» هي تغيير هذا الواقع من أساسه بالقوة والعنف حتي لو نسف القناطر الخيرية وأغرق نصف مصر !.
ولأن استخدام الدين سبوبة يتعلق بها سيد قطب ومن معه فقد صك شعار أنه لا يمكن التعايش بين حاكمية الله التي يعتبر الإخوان أنفسهم مسئولين عنها، وبين حاكمية البشر بقوانينهم التي يضعونها ونظمهم التي يقررونها من ديمقراطية واشتراكية وديكتاتورية وشيوعية فهذه وغيرها يجب للإخوان القضاء عليها .
وسيد قطب بهذا المفهوم يعتبر الإخواني وكيل الله في الأرض بغير توكيل من مالك الملك . فبينما يقول الحق في كتابه الكريم في أكثر من آية وسورة بأنه وحده الذي سيفصل يوم القيامة فيما اختلف فيه المسلمون واليهود والنصاري والمشركون والمجوس وغيرهم ، فإن الإخوان بأفكارهم التي زرعها لهم سيد قطب تعطي الإخواني محاكمة البشر باعتبارهم كفارا ومجتمعهم كافرا لايجوز مصالحتهم .وهو ما يجعلنا نرفض الإخوان فكرا ونرفض معايشتهم ماداموا يحملون أفكارهم التي تشارك الله في حكمه ولا تمت للدين بصلة !