بقلم : صلاح منتصر
ظل أنور السادات يعد الأيام فى انتظار نتيجة حرب السلام التى شنها على إسرائيل والاتفاقية التى وقعها معها ، وتقضى بخروج آخر جندى لها من سيناء يوم 25 أبريل 1982، فى الوقت الذى راحت قوى المعارضة المختلفة تتوحد فيه للتهجم على الاتفاقية .
وسادت مصر فترة خانقة شهدت خلالها أحداثا استغلت الوحدة الوطنية بين عنصرى الأمة لإثارة الفوضى والاضطرابات، مما هدد أمن البلاد. وخوفا من أن تستغل إسرائيل الفرصة وتعطل إنسحابها من سيناء جرى يوم 5 سبتمبر 1981 اعتقال 1536 شخصا من كل ألوان الطيف المعارضة: سياسيين وإعلاميين وأدباء ومفكرين ومسلمين وأقباط. وبدا لفترة أن أفواه المعارضة قد كممت ، وأن السادات ضمن الوصول بأمان إلى يوم 25 أبريل وقد أقسم لكل معاونيه أنه قبل انتهاء هذا اليوم وانسحاب إسرائيل سيفرج عن كل شخص إعتقله.
لكن الأحداث جاءت لقائد الحرب والسلام بمفاجأة مثيرة لم يكن لأى مخرج أن يكتبها. فوسط جنوده يوم الاحتفال بالعيد الثامن لنصر السادس من أكتوبر جاءت اللحظة التى دفع فيها السادات حياته. ذهب إلى ربه شهيدا فى يوم مجده، وتبين أنه كانت هناك مؤامرة ضخمة للاستيلاء على الوطن فى هذا اليوم الذى كان مفروضا أن تصاب فيه أجهزة الأمن بالشلل بعد اغتيال الرئيس، لكن الله كتب لمصر السلامة ، وجرت السيطرة على البلد من أسيوط إلى ميدان التحرير.
وبيد مدربة ست سنوات تحت توجيه المعلم الذى رحل، قاد حسنى مبارك سفينة الوطن فى هدوء. أفرج عن المعتقلين الذين خرج كثير منهم من السجن إلى لقائه ، وسارت الأمور فى هدوء إلى أن جاء يوم 25 أبريل الذى كان ينتظره من لم يشهده، بينما كان حسنى مبارك هو الذى شهد هذا اليوم . وتمنع الإسرائيليون فى اللحظات الأخيرة وتمسكوا بطابا ، وطاوعهم مبارك شكلا، لكنه فعلا أصر على عرض قضية طابا على التحكيم الذى أعاد لمصر كل طابا، وأصبحت كل سيناء كما تمنى السادات فى أحضان مصر .
تحية لكل مقاتل مصرى، وتحية خاصة لأنور السادات الشهيد البطل، وتحية مستحقة لحسنى مبارك 25 أبريل.
نقلا عن الآهرام القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع