بقلم : صلاح منتصر
في مثل هذا اليوم 22 أبريل من عشر سنوات بدأت مرحلة جديدة من حياتي هجرت فيها الورقة والقلم وأصبحت لا أتعامل إلا مع الكمبيوتر، ومنذ ذلك التاريخ لم أكتب مقالا واحدا بالقلم.
الحكاية لا مانع من تكرارها اعترافا بأصحاب الفضل الدكتور عبدالمنعم سعيد، والدكتور فوزي فهمي المفكر الأديب، وكنا يومها نحن الثلاثة في غرفة لجنة الثقافة والإعلام بمجلس الشوري عندما بدأ الاثنان الحديث عن «جمال» الكتابة علي الكمبيوتر وكيف أنه أصبح من باب «خدعوك فقالوا» أن سن القلم يحمل فكر الكاتب . كان في عقلي الباطن صورة ظلت مختزنة للزميل عادل حمودة عندما التقيته في إحدي الرحلات الجوية وقد أثار غيرتي عندما أخرج جهاز كمبيوتر وراح في دقائق يكتب رسالته الأسبوعية لمجلته. وهكذا فإنني فور عودتي إلي البيت فتحت جهاز الكمبيوتر الذي أهدته لي زوجتي وكنت أستخدمه في البحث علي موقع جوجل ولكن هذه المرة بدأت «أخبط» واستخدمه في كتابة عمود مجرد رأي.
كانت شطارتي في قوة تحمل الصدمات والمفاجآت التي مرت بي في هذه التجربة وعدم يأسي من المحاولة، وكان من حظي وجود أستاذ علي مستوي المهندس عمر سامي مدير عام مركز أماك في الأهرام ـ وبعد ذلك رئيس مجلس إدارة الأهرام سابقا إلي أن بدأ عصر الفوضي الذي عاشته مصر ـ وقد حضرت له دروسا ألقاها عن الإنترنت، لكنني استغللت دماثة خلقه وعلمه الواسع في حل المعضلات التي أواجهها، وما زلت إلي اليوم أستغيث به في المشكلات العويصة التي تواجهني، فمن الصعب أن يتصور أحد أنه أصبح يعرف كل أسرار هذا الجهاز العجيب .وقد كان ظني فعلا أن الكاتب يستوحي أفكاره من سن القلم ولكنني اكتشفت أن الكتابة علي الكمبيوتر تعطي الكاتب فترة أطول للتفكير والاستغراق ومطالعة ماكتب وسهولة أن يغير ويختصر ويختزن ويسترجع، وبعد ذلك يحمل جهازه ويسافر إلي أقصي الدنيا وعن طريق «الواى فاي» الذي سيأتي وقت يصبح كالماء والهواء، تنتقل كلمات المقال في ثوان إلي قسم الجمع. إنها ثورة العلم التي تشعلقت في عربتها الأخيرة «السبنسه»!
نقلا عن الآهرام القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع