بقلم : صلاح منتصر
أظهر مسلسل «الجماعة» تعرض الإخوان لعمليات تعذيب، وهو وإن كان هذا التعذيب مرفوضا بصورة عامة إلا أن الإخوان لم يكونوا وحدهم الذين عذبوا، بينما التعذيب نهج قديم فى كل العالم . وفى مصر كان من أشهر وسائل التعذيب فى زمن « البوليس السياسى» كما كان يطلق على مباحث أمن الدولة قبل ثورة 1952 ، ما أطلق عليه « العسكرى الأسود» وهو عسكرى كان يتم استدعاؤه لمعاملة الحالات التى ترفض الإدلاء بأقوالها . وقد ظلت الأساطير تحيط بهذا العسكرى الأسود لكن دون أن تظهر صورته أو اسمه فى صحيفة .
وليس هناك تقريبا دولة لم تعرف التعذيب . ورغم مساحيق التجميل التى تتحلى بها أمريكا سواء من حيث حقوق الإنسان أو الحريات فإنه من بين أسوأ وأبشع عشرة سجون فى العالم ــ ليس بينها اسم سجن مصرى ــ تملك أمريكا من هذه العشرة أربعة سجون تعتبر الأسوأ وتضم سجن «أتيكا» فى نيويورك وهو مخصص لمثيرى الشغب، وسجن «ريكرز» فى نيويورك أيضا ومخصص لمرتكبى الجرائم، وسجن «سانكويتين» فى ولاية كاليفورنيا ويعد من أزحم سجون العالم ، وسجن « سوبرماكس» فى ولاية فلوريدا ويعد أكثر السجون تشددا من حيث الإجراءات الأمنية .
ولعلنا نذكر سجن جوانتانامو الذى أقامته أمريكا خارج أراضيها على أرض مستأجرة جنوب كوبا وخصصته عام 2002 بعد موقعة مركز التجارة العالمى فى نيويورك ، للمتهمين بالإرهاب وممارسة مختلف وسائل التعذيب ضدهم وتحت زعم أنهم خارج الأرض الأمريكية !
وربما كان من المبالغات ماذكرته السيدة «زينب الغزالى» فى كتابها «أيام من حياتى» من أنها تعرضت فى سجنها للجلد 6 مرات كل مرة 500 جلدة، وتم تعليقها على أعمدة من حديد 11 مرة، ووضعوها فى غرف الكلاب المسعورة 9 مرات، وتركوها بلا طعام أو ماء 6 أيام متتالية، وأدخلوها زنازين الماء 5 مرات، وغرف النار 3 مرات . وذلك خلال فترة سجنها سبع سنوات ( من 1964 إلى 1971) . وبعد خروجها «من هذا العذاب» الذى تحدثت عنه ، عاشت 34 سنة وماتت عن عمر 88 سنة!