بقلم : صلاح منتصر
ظل النقيب محمد الحايس - الذى أسره الإرهابيون فى عملية طريق الواحات - «الابن الغائب» لملايين الأسر المصرية الذين ملأ الحزن نفوسهم على 16 بطلا شهيدا ستكشف الأيام المقبلة كيف أوقع بهم الإرهابيون وكيف أن دماءهم كانت نورا أضاء لأجهزة الأمن المصرية أسرار واحدة من كبرى الخلايا الإرهابية التى افتدى الشهداء بأرواحهم إنقاذ مصر من عمليات خطيرة كان أفرادها يخططون لها فى أكثر من مكان ، وليخيم جو الحزن واليأس على منتدى شباب العالم الذى يبدأ اليوم فى شرم الشيخ .
عاد النقيب «محمد الحايس» بعد عملية أمنية فدائية على درجة عالية من الإصرار والتخطيط والدقة والتعاون الكامل بين الشرطة والجيش فى السيطرة على منطقة الصحراء الواسعة التى جرت فيها عملية الواحات، وتصورى وأرجو ألا أكون مخطئا ـ أن أجهزة الأمن عملت أولا على محاصرة جميع طرق الهروب ليحاصروا الإرهابيين فى دائرة أضيق بدأ تمشيطها جوا وبرا، حتى أمكن تحديد المنطقة التى يختفون فيها وخرجوا محاولين الهرب بسياراتهم «اللاندروفر» فرصدوهم وأطلقوا عليهم بدقة بالغة صواريخهم فى الوقت الذى كان رجال الصاعقة يحررون «الحايس» حيا ويعودون به فى طائرة هليوكوبتر أشبه بالاتوبيس الطائر .
عملية الواحات تركت آثارها العنيفة على الرئيس السيسى الذى لاحظنا أنه لم يتحدث إلى الشعب فى وقتها ، فقد كان مهموما بمعرفة لماذا جرى وكيف، وأعطى توجيهاته وقراراته التى أعلن عن بعضها وحققت الأخرى تطهير الواحات من الإرهابيين وبعدها جاء خبر إنقاذ «النقيب الحايس» واستعادته حيا.
ومن الغريب ان شهداء عملية الواحات وضعوا فى كفة، واستعادة النقيب حايس الذى كان معروفا أن الإرهابيين أسروه ليمثلوا به وضع فى كفة أخرى، وأصبح تحرير هذا النقيب يمثل امتحانا قاسيا لأجهزة الأمن لاستعادة ثقة المواطنين بها، وهكذا فإنه ما أن جاء خبر تمكن قوات الأمن المصرية من تحرير «الحايس» حتى كانت مشاعر الاطمئنان تدخل النفوس، وكان الرئيس السيسى أول زائر له فى المستشفى بعد العمليات العاجلة التى أجراها ويقول له فى حب: اجمد يابطل . مصر مابتنساش ولادها .