بقلم : صلاح منتصر
يحتاج حزب الوفد إلى جهود ضخمة ليستعيد دوره فى الحياة السياسية بعد أن غرق لسنوات فى خلافات ومشكلات بدأت فى فترة مبارك وتم بتخطيط تنميتها لإضعاف الحزب حتى لا تكون له «شبهة المنافسة» للحزب الوطنى ورئيسه، وحتى تكون حصة الحزب من النواب فى الانتخابات معتمدة على «كرم» الدولة !
مع ذلك ظل الحزب بحكم تاريخه قادرا على التنفس، إلى أن بدأت أيادى التخريب من داخله فبدأ الانهيار . ولهذا يعتبر انتخاب المستشار بهاء أبو شقة أخيرا لرئاسته بارقة أمل فى بعث الحياة فى حزب ليس لحزب آخر تاريخ مثله . يشجع على ذلك الحضور الكثيف لأعضاء الحزب يوم الانتخاب مما يعكس أن إحساسا بالرغبة فى الحياة مازال لديهم .
فى روشتة سريعة موجزة من خلال حديث مع الأهرام «الأحد الماضى» ذكر المستشار أبو شقة أنه سيسعى إلى لم شمل وحدة صف جميع الوفديين الذين لا أعرف على ماذا ينقسمون ويختلفون وقد أصبحوا خارج الحساب ؟ وقال إنه سيفتح الباب أمام الذين تم فصلهم من الأعضاء ليتقدموا بالتظلم من قرارات فصلهم، فى إشارة إلى فتح صفحة جديدة للحزب، مؤكدا أنه لن يتم إقصاء أحد .
حزب الوفد كما هو معروف بدأ منذ مائة سنة حاملا قضية تحرير مصر من الإحتلال الإنجليزى، وفى سنوات حكمه التى لم تتجاوز سبع سنوات «من 30 سنة» حرص على التعبير عن مصالح غالبية المصريين، خاصة الطبقة الوسطى التى استطاعت بثقافتها وقيمها أن تحافظ على فنون وقيم المجتمع المصرى لسنوات عديدة، إلى أن تم تجريف هذه الطبقة، واصبح الفن لمن يدفع لا لمن يتذوق. وفى ضوء التطورات التى جرت ـ وهذه مشكلة كل الأحزاب الكثيرة الموجودة حاليا ـ لم يعد هناك دور واضح لأى حزب، ومتى إختفى الدور اختفى بالتالى الحزب واصبح اسما أو رقما بلا فاعلية . ولهذا تساوى حزب الوفد رغم تاريخه مع كل الأحزاب الأخرى لعدم وضوح أى دور له فهل يستطيع الرئيس الجديد ـ خاصة إذا جدد حيويته عن طريق أعضاء شابة ـ تحقيق هذا الدور ؟
نقلاً عن الآهرام القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع