بقلم صلاح منتصر
هدم دونالد ترامب مرشح الحزب الجمهورى فى الانتخابات الرئاسية ما حاول بناءه طوال الشهور السابقة للنجاح ، بسبب جملة قالها عندما سئل فى المناظرة الأخيرة بينه وبين هيلارى كلينتون ( الأربعاء الماضى) : هل تقبل نتيجة الانتخابات عندما تعلن أيا كانت؟ وهو سؤال تقليدى تختتم به المناظرات ورده معروف ومحفوظ : نعم سأقبل النتيجة وأتقدم لمصافحة منافسى الناجح فهذه الديموقراطية . ولكن ترامب على العكس سكت لحظات ثم قال : لست متأكدا مما سأفعله . سوف أنتظر حتى أرى لأنها ستكون مفاجأة ( إذا لم أنجح ) .
وبعد دقائق كانت جملة ترامب هى خلاصة المناظرة التى توقفت أمامها جميع وسائل الإعلام . تركوا كل ماقال ـ وهو على العموم ليس جيدا ـ وخرجوا يسخرون من ترامب بعناوين تقول : سوف أقبل نتيجة الانتخابات إذا نجحت !
وهكذا فإنه من الناحية الموضوعية أصبح ترامب مادة خصبة للهجوم على أساس أنه ـ على حد قول معظم التعليقات ـ يعتبر أمريكا بجلالة قدرها دولة نامية يثور فيها المرشح الذى يسقط ويعلن أن الانتخابات مزورة !
هل يمكن أن تحدد المناظرات الثلاث التى جرت بين ترامب وهيلارى نتيجة الانتخابات التى تجرى يوم الثلاثاء 8 نوفمبر المقبل بعد 15 يوما ؟ الإجابة أنه مع أو بدون هذه المناظرات هناك كتلة من الناخبين متشيعة لمرشح وترى انتخابه مهما كان أداؤه فى المناظرة . لكن إلى جانب ذلك هناك كتلة تكشف لها هذه المناظرات المرشح الذى تنتخبه . ورغم التشيع العربى لترامب إلا أن نتيجة المناظرات جاءت لمصلحة هيلارى لسبب :
1ـ الصورة السيئة لنظرة ترامب إلى المرأة ولها تأثيرها الكبير فى المعركة .
2ـ موضوع عدم سداد «ترامب» الضرائب المستحقة عليه وهو فى العرف الأمريكى يشين المتأخر.
3ـ الكلمات «المقززة» التى قالها ترامب مثل قوله عن هيلارى : إنها امرأة كريهة بالفعل . وقوله عن المكسيكيين : هؤلاء السيئون سنخرجهم .
4ـ إثارته لأول مرة موضوع تزوير الانتخابات مما يعنى للكثيرين أنه يهدم النظام الذى يقوم عليه بناء الدولة.
ومع أن كل شىء محتمل إلا أنه يصعب توقع نجاح ترامب !