بقلم : صلاح منتصر
رغم أنه كان هناك 18 بندا على جدول أعمال القمة العربية تم إقرارها جميعها تتناول مختلف الملفات والقضايا العربية السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية وغيرها، إلا أنه كان الأبرز فى هذه االملفات القضية الفلسطينية بما فى ذلك الصراع العربى الإسرائيلى، والانتهاكات الإسرائيلية فى مدينة القدس، وبما يؤكد أنه رغم مرور 70 سنة على مولد إسرائيل فإن الصراع مازال السكين الذى يوجع ضمير الأمة العربية .
رفضت القمة بالإجماع قرار الرئيس الأمريكى دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة للاحتلال الاسرائيلى وأكدت بطلانه ، ودعت جميع دول العالم للإلتزام بمقررات الشرعية الدولية وحقوق الشعب الفلسطينى، بما فى ذلك حق تقرير المصير وإقامة دولته المستقلة، وحق اللاجئين فى العودة أو التعويض .
صحيح أنه ليست هناك آليات واضحة وقوية لتنفيذ هذه القرارات ، وهذه ليست مشكلة اليوم ، ولكن فى حدود ماهو قائم تبقى لهذه القرارات قوتها النظرية التى يمكن فى يوم من الأيام أن تملك أسلحة المنع والمنح.
الرئيس السيسى فى كلمته أكد أن القضية الفلسطينية ستظل قضية العرب المركزية، «فالحق العربى فى القدس ثابت وأصيل وغير قابل للمساومة». لكن أخطر ماقاله السيسى حديثه الصريح عن التحديات غير المسبوقة التى تواجه المنطقة العربية »مما يقتضى ضرورة تبنى إستراتيجية شاملة للأمن القومى العربى واستعادة الحد الأدنى من التنسيق بين الدول العربية». فهناك دول عربية ـ كما قال الرئيس السيسى ـ تواجه خطر إسقاط مؤسسات الدولة ، وهناك من الأشقاء من تورط فى دعم وتمويل منظمات إرهابية ، وهناك طرف إقليمى (غير عربى) يسعى لبناء مناطق نفوذ له فى دول عربية. الملف الآخر الذى كان يبحث عن حل أمام القمة كان ملف سوريا الذى ذكر الرئيس السيسى عنها ملاحظة تكشف حجم التدهور الذى وصلت إليه عندما قال: «يجب أن نوجه رسالة واضحة، ولا لبس فيها بأن سوريا أرض عربية لا يجوز تقرير مصيرها إلا وفقا لإرادة الشعب السورى». ولنا تصور كيف وصل الحال بسوريا لدرجة أنها أصبحت مهددة بفقد عروبة أرضها !
نقلا عن الآهرام القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع