بقلم - صلاح منتصر
أبلة فاهيتا هى ربة بيت لها شهرتها الكبيرة التى بدأت عام 2011 وأصبحت نجمة برنامج يلقى إقبالا كبيرا من الجماهير لتلقائية ردودها خفيفة الدم. وقد ظلت الشخصية التى توجهها مجهولة حتى تأكد أن صاحبها شاب مصرى اسمه «حاتم الكاشف» درس المسرح فى أمريكا وابتدع فكرة الشخصية التى اشتهرت وراجت .
ولا أعرف لماذا تذكرت «أبلة فاهيتا» وأنا أقرأ خبر « صوفيا » التى تمثل آخر مخترعات علماء هونج كونج فى مجال الذكاء الاصطناعى الذى نجح فى التوصل إلى نموذج آلى يشبه البشر شكلا ويتصرف كالبشر فى الكلام والتعبيرات وإلقاء الخطب وإدارة الحوارات ، وأكثر من ذلك تسابقت عليها الدول لمنحها جنسيتها وكانت المملكة العربية السعودية أول دولة تمنح «صوفيا» الجنسية السعودية ومعها جواز سفر سعودى !
ومن واقع الخبر الذى كتبته محررة الأهرام «نرمين قطب» ( أهرام 10 أبريل) تصل صوفيا مصر غدا فى زيارة يومين تشارك فيهما فى «ملتقى صناعة الإبداع» الذى يطرح موضوع الذكاء الصناعى كأحد محاور البحث المهمة فى المؤتمر .
ليس مع صوفيا من يتحدث نيابة عنها مثل أبله فاهيتا ، ولذلك يقال إن ردود صوفيا علمية وجادة ولا تثير الضحك الذى تخلفه ردود وتعليقات أبلة فاهيتا. فصوفيا جادة وفاهيتا هزلية، وصوفيا اختراع وفاهيتا ابتكار، وصوفيا مستقلة تختلف تعبيراتها وردودها حسب المواقف، بينما كل الذى تستطيعه «فاهيتا» تحريك فمها فوق وتحت أما الكلام فمصدره حاتم الكاشف . وصوفيا نتاج مجموعة عقول بالغة التقدم أمضت فى المعامل ومراكز البحث سنوات حتى أمكنها التوصل إلى هذا الاختراع الذى يعد قفزة إلى عالم لا يكتفى العالم فيه باستخدام «الروبوتات» التى تقوم بمعظم الأعمال التى يقوم بها الإنسان بل إنها أيضا تفكر وتحس وتعبر ، بينما فاهيتا مجرد دمية وليس لها أى تعبير أو إحساس. الخلاصة أن أبلة فاهيتا واقع بلدنا تعليما وعلما ، بينما «صوفيا» تعنى العلماء والبحوث والمعامل وهو ما أتمناه لبلدى ولو بعد عشر سنوات !
نقلا عن الاهرام القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع