بقلم صلاح منتصر
من يتأمل فى الأحوال المصرية يشعر لابد بالخوف من حرب ضد الرئيس تبدو خفية أحيانا وأحيانا تظهر علنية وبصورة فظة . ولا أحد ينكر أن الفترة السابقة شهدت اشتعالا فى الأسعار سبقها ارتفاع الدولار وشراؤه من المصريين بالخارج ، وأصبح هم كل واحد الكسب المادى بأى طريقة، حتى لو ضاع الوطن!
مثلا مشكلة نقص المحاليل التى هى أساس غذاء المرضى ، والأدوية الناقصة ، والحديث عن رفع تذاكر المترو رغم خدمته المتدنية وضريبة القيمة المضافة وأسعارالكهرباء وفواتيرالمياه .
إننى يا سيدى فى ظروف البلد اليوم أتذكر والدى رحمه الله وكان لا ينام قبل ان ننام وينفق علينا ويحرم نفسه من شراء بدلة يحتاجها كى نلبس نحن . وكان يجوع لكى نأكل . كنا أسرة كبيرة العدد مما زاد من همومه ، فلما كبر فى السن ومرض كان أبناؤه بخلاء عليه فى علاجه والأسوأ أنه عندما خرج من المستشفى فوجئ بابن ينتظره يطلب منه ثمن جهاز عروسه ، وأخى الآخر نفس الشىء هات هات دون تقدير لحالة أبى الصحية والمادية مع أن اخوتى كانوا بخلاء جدا مع أبى يدخرون رواتبهم ولا ينفقون مليما فى البيت. وأرى أن حال مصر الآن وحال أبنائها لا يختلف كثيرا عن حال أبى وأبنائه!
إننى أخشى يا سيدى على بلدى ..أخشى ألا يكون الشعب واعيا بأن رئيسه يحارب ويحارب (بفتح الراء وكسرها) وأخشى على بلدى الضياع من مؤامرة تجرى ضد الرئيس وضد الشعب. كنت أسأل بائعا فى ش عبدالعزيز عن سعر غسالة فقال لى رقما كبيرا قلت له لماذا؟ قال نعمل ايه حكم الرئيس السيسى!! وتكرر هذا حين كنت اشترى طعاما بسيطا دفعت فيه مبلغا مضاعفا وسألت البائع لماذا هذا الارتفاع فى الاسعار؟ فجاءنى رده بأن السبب الرئيس السيسى ..هكذا يحاربون الرجل!
العقوق منتشر فى البيوت وأغلب الأمهات والآباء يشكون من عقوق ابنائهم الذين لا يعجبهم شىء لا فى البيت ولافى الوطن ،وليس غريبا أن يكون هناك جيل جاحد مع الأبوين ومع الوطن ويقول لك فى جرأة: هو الوطن أعطانى ايه؟ وانتم كأبوين عملتم ايه زيادة لنا عن أى اباء آخرين؟ «شوفوا فلان زميلى أبوه جايب له سيارة بمليون جنيه».. ربنا يستر على البلد.
هذه هى الرسالة التى تلقيتها من مواطنة مصرية