بقلم : صلاح منتصر
أسعدنى ثلاثة أسماء أعرفهم جيدا حصلوا على جوائز الدولة هذا العام ويستحقونها عن جدارة وتمثل لكل منهم تقدير الدولة ومكافأة نهاية الخدمة المستحقة على ماقدموه من عطاء .
أبدأ بالدكتور صبرى الشبراوى الفائز بجائزة النيل أعلى جوائز الدولة وهو رائد علم كان جديدا اسمه «التنمية البشرية» لرفع مستوى الإدارة المصرية لكن طريقه كان مليئا بالعقبات وبدا فى وقت أنه يتحدث بالصينية لدولة تتحدث العربية، ورغم ذلك ظل من خلال عمله أستاذا فى الجامعة الأمريكية ومشاركا فى الحياة العامة ينادى برسالته مذكرا بأن أسوأ مافى مصر هى الإدارة التى تمثل الوصفة السحرية لحل مشكلاتها. وفى مجلس الشورى الذى احتفظ بعضويته ثلاث دورات انتقد ضياع قيمة الوقت فى مصر وأننا أصبحنا شعبا بلا جودة يقدم إنتاجا سيئا يضعه فى مهب تراجع الدول عن استيراده .
الفائز الثانى الذى أسعدنى فوزه بالجائزة التقديرية فى الفنون المكافح سمير خفاجى صاحب التاريخ الطويل الذى كان فيه أحد شوامخ مؤسسى المسرح المصرى وكان يبيع كل مايملك من أجل نجاح العمل الفنى الذى يقدمه. وفى مسرحه تخرج نجم النجوم أحمد زكى وزعيم الكوميديا عادل إمام وسعيد صالح ويونس شلبى وعبد الله فرغلى وحسن مصطفى وأيضا فؤاد المهندس وشويكار ولأول مرة ظهرت الفنانة القديرة شادية مع القديرة البارعة سهير البابلى فى عمل لا ينسى (ريا وسكينة). ورغم إصابته بمرض أقعده وجعله يتنقل على كرسى حتى تصور أنه دخل عالم النسيان تأتى جائزة الدولة التقديرية لتعيد له ثقته بنفسه وأن وطنه لم ينس تاريخه وما قدمه من أعمال .
الفائز الثالث الذى فرحت له كثيرا زميلى فى الأهرام الشاعر مصطفى الضمرانى صاحب الأغانى الوطنية الصادقة وعلى رأسها «ماتقولش إيه اديتنا مصر نقول حندى إيه لمصر» وقد استلهمها من خطاب للرئيس السادات وما إن غنتها عليا التونسية حتى سرت بين الأحاسيس كتيار كهربائى يحمل شحنة عالية من الوطنية وحب مصر . عزيزى مصطفى أهنئك على فوز تستحقه لرقتك ووطنيتك وصبرك وأخلاقك ، وأشكر الذين اختاروا جميع الفائزين وأشعر بأننا نعيش عصرا ينتقى جواهره بصدق وإخلاص .