بقلم : صلاح منتصر
28ـ فى صيف 65 بعث جمال عبد الناصر إلى الملك فيصل ملك السعودية رسولا يقترح لقاء عبد الناصر بالملك فى البحر الأحمر ، إلا أن الملك رد على الرسالة بأنه هو الذى سيأتى إلى الإسكندرية لهذا اللقاء . وعندما أبلغ عبد الناصر بذلك أصر أن يذهب هو إلى جده ـ بعد أداء العمرة ـ مع وفد ضم زكريا محيى الدين وأنور السادات وسامى شرف والأستاذ محمد حسنين هيكل الذى كان اختياره رسالة واضحة بأن المقالات التى كتبها هيكل ضد المملكة طوال السنوات الثلاث الماضية كانت بموافقة عبد الناصر وربما توجيهه.
وقد نشر الأستاذ سامى شرف فى شهادته (الكتاب الرابع صفحة 1047) ماسجله فى مفكرته الشخصية حيث كان اللقاء دون محضر رسمى . وقد بدأ عبد الناصر بالحديث عن أهمية عودة العلاقات بين مصر والسعودية كما كانت ، مؤكدا أن الأعداء هم فقط الذين يكسبون من عداوتنا وإن عاجلا أو آجلا لابد أن تعود صداقتنا ، مضيفا ان العناد يجعلنا نصطدم ، والوضع الطبيعى أن تكون مصر والسعودية أصدقاء .
وأضاف عبد الناصر ؛ إننى لم أدفع قرشا واحدا ضد الملك سعود أو حكمه . سنة 56 طلبنا منكم بترولا أعطيتموه لنا دون اتفاق، ولما طلبنا قرضا أخذناه منكم عملة صعبة دون اتفاق. ثم جاءت الوحدة ونتج عن هذا عملية مؤامرة سعود. وسرنا هكذا حتى جاء موضوع اليمن، فهل نحن متفقون على عودة علاقاتنا إلى طبيعتها؟ أعتقد أننا متفقون ...هل أنتم تتصورون أننا شيوعيون وأننا نمثل خطرا على العرب ؟. الحقيقة أعداؤنا هم الذين يقولون هذا الكلام . يوجد خلافات بيننا وبين الشيوعية . سنة 59 حبسنا الشيوعيين وطلعناهم منذ فترة قريبة ولكنهم لم يستطيعوا تجنيد واحد ولهذا قرروا حل الحزب الشيوعى.
بعد ذلك تحدث الرئيس عبد الناصر ـ يقول سامى شرف ـ عن بعض الإخوان المسلمين الذين يعيشون فى السعودية وانتهى من حديثه إن الوضع فى مصر مستقر جدا وليس كما يصوره الإخوان من أن الوضع سينهار قريبا. وسكت عبد الناصر وأصبح الدور على الملك ليتحدث.