بقلم : صلاح منتصر
عاد تيلرسون وزير خارجية أميركا إلى بلاده بعد رحلة للمنطقة بدت أنها لم تنجح لإنهاء الأزمة التى بدأت يوم 5 يونيو الماضى بقطع دول الخليج ومصر علاقاتها مع قطر، بعد أن فاض بها من ممارسات قطر ضدها ومع الإرهاب !
صحف الخليج كانت عناوينها صباح الجمعة أمس الأول تعكس نتيجة رحلة تيلرسون فقالت صحيفة عكاظ السعودية : تيلرسون يعود والرباعى لا يتزحزح ، وقالت صحيفة البيان الإماراتية : خياران أمام قطر ..إما معنا أو مع السلامة . أما صحيفة الشرق القطرية فجاء عنوانها : تعنت دول الحصار يقوى مركز قطر دوليا . وأضع أمام العنوان علامة تعجب لأنه يعنى أن دول الحصار هى التى تطلب منها قطر بعض المطالب لكن هذه الدول تتعنت وترفض .. فهل فهموها بالمقلوب ؟!
تيلرسون لم يحصد فشلا كاملا فقد وقع باسم بلاده مع قطر اتفاق نوايا بوقف تمويل الإرهاب ومحاربته ، وهو نفس ما ورد فى الحزمة التى تطلبها الدول العربية من قطر ، وأيضا نفس ماسبق أن تعهدت به قطر فى وثائق وقعها أميرها فى نوفمبر 2013 ، لكن قطر لم تحفظ العهد . وبالتالى فإن الاتفاق القطرى الأمريكى يؤكد مشروعية مطالب الدول العربية ويزيد الحصار على قطر .
فى الوقت الحالى سيحاول كل طرف الحفاظ على موقفه . الدول العربية لن تتنازل وتعرف أن الوقت معها ولصالحها ، ومهما طال الوقت فلا ضرر لها ، بل العكس هى ضامنة أن قطر خصوصا بعد الاتفاق الجديد مع أمريكا ستجمد شرورها . فتعهد قطر بعدم تمويل الإرهاب ليس فى مواجهة أمريكا فقط وإنما فى مواجهة العالم كله . وقطر - ولا أعرف كيف يغيب عنها ذلك - تحارب معركة إعلامية أصبحت نتيجتها بعد الاتفاق القطرى الأمريكى محسومة ضد من يمول الإرهاب ويؤيده . أما أمريكا فعندما ذهب الأمير محمد شقيق الأمير تميم لوداع تيلرسون قال الأمير للوزير : نرجو أن نراك مرة أخرى فى ظروف أفضل !
سيعود تيلرسون بالتأكيد وفى ظروف أفضل ، ولكن لمن ؟