بقلم : صلاح منتصر
مايواجهه الرئيس الأمريكى دونالد ترامب مع اللاعبين الرياضيين السود فى أمريكا يمكن أن يصبح أزمة خطيرة تهدد مستقبل ترامب، إلا إذا أمسك بسرعة بجوهر الموضوع وشجب أى تفرقة عنصرية فى بلاده.
الحكاية بدأت قبل أسبوعين عندما رفض لاعب كرة القدم الأمريكية المشهور كولين كابرنيك (28 سنة) الوقوف أثناء عزف النشيد الوطنى الأمريكي، وهى عادة معمول بها فى جميع المباريات الرياضية فى الولايات المتحدة، أن يبدأوا بعزف النشيد الوطنى ووقوف اللاعبين والمتفرجين لتحية العلم. وكانت حجة اللاعب الاحتجاج على عنف الشرطة ضد السود فى أمريكا.
عدد من اللاعبين السود فى فرق أخرى تضامنوا مع «كولين» وقاموا بالجثو على ركبهم على الأرض برءوس منحنية أثناء عزف النشيد الوطني. وعلى الفور جاء رد الرئيس ترامب عنيفا فى تغريداته مطالبا ملاك الأندية بطرد هؤلاء اللاعبين الذين لايحترمون علم بلادهم، إلا أن «تغريدة» ترامب زادت الموقف اشتعالا وبعد أن كان الاحتجاج مقصورا على لاعبى الكرة امتد إلى لاعبى كرة السلة، وبدا وكما لو أن هناك حركة خفية داخل اللاعبين تقصد استخدام حكاية النشيد الوطنى للنيل من ترامب نفسه، وهو ما جعل واحدا من أشهر لاعبى كرة السلة (ستيفان كوري) يعلن أنه لن يشارك فى زيارة تقليدية يقوم بها مع فريقه إلى البيت الأبيض. ورد ترامب بتغريدة قائلا: «الزيارة شرف عظيم لاتستحقها». وعلى الفور قال ستيفان: «فعلا كانت شرفا عظيما إلى أن جئت أنت».
ترامب أخطأ فى إدارة الأزمة لأنه لم يدرك موضوعها وهو سوء معاملة السود، وكان يجب من أول لحظة أن يعلن وقوفه وتضامنه مع حسن معاملة السود وتعاملهم مثل البيض، ولكن ترامب بموقفه المتعالى اشعل نار العنصرية فى الوقت الذى انتهز فيه أعداء ترامب الفرصة وأعلنوا تضامنهم مع السود، ولم تعد القضية نشيدا وطنيا يرفضون الوقوف لتحيته وإنما قضية لها عمقها فى تاريخ الولايات المتحدة كان الظن أنها انتهت بتولى أمريكى أسود رئاسة أمريكا، ولكن يبدو أنها اشتعلت من جديد