بقلم : صلاح منتصر
سقطت أمطار كثيفة يومى الثلاثاء والأربعاء الماضيين وكشفت السلبيات المختفية . وفى وصف دقيق لما حدث قال الأستاذ علاء ثابت فى مقاله بالأهرام يوم الجمعة :( لقد غرق شارع التسعين فى التجمع الخامس وغيره من الشوارع، وتبين ان معظمها بلا بالوعات لصرف المياه، لتندفع مياه الأمطار وتغرق المناطق المنخفضة وتتعطل حركة السير فى شوارع القاهرة الجديدة، وبدلا من تشكيل غرف عمليات طارئة لإنقاذ السكان من السيول الجارفة وانتشال السيارات الغارقة وتصريف المياه فى الشوارع الرئيسية على الأقل لفتح حركة السير ، لم يجد السكان من ينقذهم ولم ترد على استغاثاتهم هواتف المسئولين الذين اختفوا فى وقت الأزمة ).
وفى مثل هذه الأزمات عندما كانت تحدث قديما كان الاعتماد أساسا على مصورى الصحف المحدودين، أما هذه الأيام فقد أصبح آلاف المواطنين هم الذين يسجلون الصور فى لحظتها ويرسلونها عبر مواقع التواصل لتنتشر داخل وخارج مصر فى ثوان . لقد شاهدنا عشرات السيارات الغارقة فى برك المياه التى تكومت، وصاحبة الاستغاثة التى وجدت نفسها فى الطريق الدائرى محبوسة مع طفلها ثمانى ساعات، ولا أحد يرد على صرختها، وأتوبيس النقل العام وكيف حولته بحيرات الأمطار إلى أتوبيس نهرى ، ومنطقة التجمع الخامس التى تعد من أرقى المناطق الحديثة، وكيف أصبحت منطقة عائمة ، وبعض المبانى الحديثة وقد تبين هشاشة أسقفها وتسرب المياه منها، وانهيار جدران مبان أخرى . لقد كشف المطر أن كثيرا من الشوارع لم تحسب حساب المطر وهذه هى الكارثة الأشد.
وكان اللافت للنظر أن وزارة الرى توقعت هذا السقوط للأمطار قبل 72 ساعة من حدوثها ،ولكن لا أحد على مايبدو يصدق توقعات الجو . ولهذا لم تجادل أجهزة الدولة فى تحمل مسئوليتها وإعلان رئيس الوزراء اعتذاره للمواطنين واعترافه بوجود مشكلات كشفها اختبار الأمطار يحتاج علاجها إلى خطة يمكن اعتبارها مشروعا مستقلا مثل المشروعات الكبيرة التى يتم إقامتها . مشروعا يتولى صيانة ماهو قائم ضد أخطار الطبيعة ، وإلا نكون مثل الذى يبنى على الشاطئ وتأتى موجة تجرف مابناه !
نقلا عن الآهرام القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع