بقلم صلاح منتصر
تحت طبقة من المساحيق أجاد خبراء التجميل تغطية وجهي المرشحين لرئاسة أمريكا ليظهرا أصغر وأكثر شبابا : هيلاري كلينتون (69 سنة) ودونالد ترامب (70 سنة ) ، أمضي الاثنان 95 دقيقة في مباراة ارتفعت درجة حماسها كثيرا خاصة عندما أثارت هيلاري موضوع الإقرار الضريبي الذي لم يقدمه دونالد حتي اليوم كما يفعل جميع المرشحين معللة ذلك بأنه ( دونالد) إما أنه ليس بالثراء الذي يدعيه ، أو أنه لا يتبرع للجمعيات الخيرية كما يقال عنه ، أو أن ديونه للبنوك أكثر مما يملك ! وجاء رد دونالد إنه لم يعلن إقراره بناء علي نصيحة المحامين لأن الإقرار مازال تحت المراجعة ومع ذلك فهو علي استعداد لإعلان الإقرار إذا أعلنت هيلاري الحقيقة الكاملة عن موضوع استخدام بريدها الإلكتروني الشخصي في 33 ألف رسالة رسمية خلال عملها وزيرة الخارجية.
لم أسهر كي أتفرج علي المناظرة وإنما شكرا للتكنولوجيا التي جعلتني أستعيدها في اليوم التالي بكل تفصيلاتها ،وقد كانت في معظمها خاصة بقضايا محلية عن البطالة والضرائب والاقتصاد ومحاولة كل طرف تلميع صورته وتشويه الآخر .
بدت هيلاري المتمرسة شامخة ببدلتها الأنيقة الحمراء اللون وكأنها تلقي محاضرة ، بينما ترامب جاء كرجل أعمال غير مهتم بأناقته ،ولأنه لم يسبق له أن اشترك في حوار سياسي، فقد بدا وكأنه يؤدي امتحانا راح يبل ريقه الذي جف مرارا برشفة من كوب لم يكمله وإن لم يهاجم هيلاري كما تعود ربما ليثبت أنه يتحدث أمام الملايين كرئيس . هيلاري نجحت في تأكيد أنها بصحة جيدة وأن ترد علي كبوتها الصحية التي تعرضت لها قبل أيام ، أما ترامب فعوضا عن الهجوم كان مشاغبا قاطع هيلاري كثيرا وهو يمد شفتيه ويقول وهي تتكلم : غلط ..غلط ، وذكر أفكارا يعيب فيها علي أمريكا الأموال التي تبددها في حلف الأطلنطي وفي الإنفاق علي مساعدات دول تثير المشاكل . وهو كلام يرضي الأمريكي البسيط الذي لا يهتم بالعالم بقدر اهتمامه بالضرائب التي قال ترامب إنه سيخفضها .
اختلفت التقديرات في أمريكا علي نتائج الحوار مما يعني أنه ليس كافيا وسيكون الحواران المقبلان ونتيجتاهما أهم!.