القاهرة - مصر اليوم
روى الأستاذ محمد سلماوى فى مذكراته «يوما أو بعض يوم» أنه كانت عليه السهرة فى الأهرام (من11 مساء للثالثة صباحا) يوم ألقى أنور السادات خطابه المفاجأة الذى أعلن فيه استعداده للذهاب إلى القدس . وحكى سلماوى أن وزير الخارجية إسماعيل فهمى اتصل به ليلا يطلب منه وقف المطبعة فورا، وإلغاء ماورد على لسان السادات عن زيارته للقدس . وأبلغ سلماوى، الأستاذ محمود عبدالعزيز مدير التحرير الذى تردد فى إجراء التغيير ، لكن إسماعيل فهمى كرر الاتصال وأبلغ المرحوم محمود عبدالعزيز أنه اتفق مع الرئيس على شطب ماقاله وعلى ذلك بدأ محمود وسلماوى يجريان التعديل المطلوب عندما جاء تليفون رئيس الوزراء ممدوح سالم يقول إن رئيس الجمهورية يطلب نشر خطابه كاملا فى مجلس الشعب!.
وما رواه الأستاذ سلماوى هو الفصل الثانى من رواية هذه الليلة، أما الفصل الأول فقد كنت شاهده. فأنا الذى كتبت مقدمة خطاب الرئيس وعناوين الخطاب وأبرزت فى السطر الأول ماقاله عن زيارة القدس، لكن على حمدى الجمال رئيس التحرير رحمه الله أبلغنى أن إسماعيل فهمى أبلغه بأن ما قاله السادات كان زلة لسان وعلينا عدم إبرازه، وبدأت تعديل ماكتبت لكن ماهى إلا دقائق حتى استدعانى الأستاذ الجمال وقال لى إن الرئيس السادات اتصل به وغضب مما قاله إسماعيل فهمى، وطلب منه أخذ الخطاب كاملا وإبلاغ رؤساء تحرير الصحف الأخرى بذلك.
وفى أثناء عملى دق جرس التليفون المباشر أمامى فى «دسك التحرير» ، وما ان رفعت السماعة حتى سمعت من يقول: أنا والتر كرونكايت (أشهر المذيعين الأمريكيين فى ذلك الوقت) أريد أن أسأل الرئيس السادات هل هو على استعداد لقبول دعوة رئيس وزراء إسرائيل بيجن لزيارة القدس. وبسرعة أجبته أن يتصل بعد نصف ساعة.
واتصل الأستاذ على الجمال بالرئيس الذى أراد استمرار قناة «كرونكايت» عن طريق الأهرام وأجابه بقبول الدعوة. وبالفعل بعد نصف ساعة عندما جاءنى اتصال كرونكايت أجبته باستعداد الرئيس قبول الدعوة. وفى اليوم التالى جرى توجيه الدعوة التى على أساسها تمت الزيارة التى قلبت العالم!.