بقلم : صلاح منتصر
21ـ على مدى أكثر من ثلاث ساعات تحدث عبد الناصر فى الذكرى التاسعة لثورة يوليو يوم 23 يوليو 1961 عن قرارات التأميم التى صدرت قبل يومين قائلا : فى سنة 56 أممنا قناة السويس ومؤسسات الإنجليز والفرنسيين وبعد كده فى سنة 60 أممنا المؤسسات البلجيكية وأممنا مؤسسات بنك مصر وأممنا البنك الأهلى . والأيام اللى فاتوا أممنا وحولنا إلى القطاع العام 400 مؤسسة أصبحوا داخل القطاع العام وهذا يعنى تحويل الرأسمالية المستغلة إلى ملكية عامة بهدف أن نزيل التناقض الطبقى ولا تبقى الملكية فى يد فئة قليلة من الناس.
وفى تبريره للتأميم قال عبد الناصر إن الدولة التى أقامها الرسول ( صلي الله عليه وسلم) كانت أول دولة اشتراكية «ومحمد أول من طبق سياسة التأميم فى هذه الأيام». فيه حديث للرسول إن الناس شركاء فى ثلاثة الماء والكلأ والنار . فى هذه الأيام كانت المقومات الأساسية للمجتمع هى المراعى والميه لأنهم رعاة بيعوزوا الميه وبيعوزوا الكلأ ، فالنبى قال إن الناس يجب أن يكونوا شركاء فى هذا. مايجيش واحد يستولى على مراعى ويقول دى بتاعتى . طب التأميم بيختلف عن هذا فى إيه ؟ الأول كان المجتمع بيعيش على المراعى، النهاردة المصانع والأراضى الزراعية هى التى تمثل المقومات الأساسية للمجتمع . .. جميع الديانات بتنص على الزكاة التى تمثل ربع العشر من المال الموجود فى آخر السنة . يعنى لو الواحد بيدفع 2.5% كل سنة من المال المتبقى عنده فى آخر كل سنة يبقى بيدفع فى 40 أو 50 سنة كل هذه الأموال . إذن كان الدين اشتراكى ولم تكن الزكاة إلا أساسا من أسس الاشتراكية .
طبعا بعد كده ـ قال عبد الناصر ـ يمكن بعض المشايخ يروحوا بعد كل واحد ما يخبط ديك رومى أو خروف عند الإقطاعيين ويطلع يدى فتوى إن الملكية لا يمكن إننا نقرب لها أو نمسها .اللى قال هذا الكلام مابيفكرش فى حاجة غير جوز الفراخ اللى بيروح يخبطه فى العشوة أو فى الديك الرومى اللى بياخده ويملا بطنه . ويبقى اللى قال هذا الكلام أجير للرجعية .وللإقطاع . وللرأسمالية ..