بقلم : صلاح منتصر
تتولى «الوكالة الدولية اليابانية» المعروفة باسم «جايكا» دعم تجربة التعليم اليابانى فى نحو 100 دولة حول العالم من بينها 25 دولة إفريقية شيدت فيها جايكا نحو 3000 مدرسة للتعليم الأساسى . وهكذا أصبحت مصر أخيرا واحدة من هذه الدول التى تتطلع إلى الاستفادة من تجربة أثمرت أجيالا أقامت واحدة من أعظم دول العالم .
وأساس التعليم اليابانى فى جوهره بناء شخصية التلميذ وتعليمه احترام عادات وتقاليد بلده وتنمية روح الجماعة بين جميع تلاميذ الفصل بحيث يبقى المتفوقون مع باقى زملائهم ليتعلموا منهم . ولا يكون هناك «ألفة» ثابت للفصل بل يتغير الألفة يوميا بحيث يتعلم من لايعرف من الذى يعرف وتصبح القيادة علما يتناوب معرفته جميع التلاميذ .
وتقدم المدرسة اليابانية لتلاميذها من خمس إلى ست حصص يوميا كل منها 45 دقيقة لكن الدراسة لا تجرى فقط بين جدران المدرسة كما هو المألوف ، وإنما تشارك فيها الأسرة والإعلام والمؤسسات الثقافية ، وهو ما يجعل المدرس يقوم بزيارات دورية لبيوت التلاميذ للاطمئنان على المناخ الذى يستذكر فيه التلميذ دروسه ولتأكيد التواصل مع الأسرة . وغالبا ما يقوم مدرس واحد بتدريس عدد من المواد المدرسية مما يساعد على الترابط بين المدرس وتلاميذه، فى الوقت الذى ينتقل فيه التلميذ من مرحلة تعليمية إلى أخرى أعلى بشكل تلقائى لا رسوب فيه . وهذا لا يعنى عدم اجتياز التلميذ الامتحانات التقليدية المعروفة فهناك ما يكلف به التلميذ من واجبات منزلية، وتقرير فى نهاية كل فصل دراسى عن قدراته ولكن دون رسوب .
وفى العادة يبدأ التلميذ يومه بقراءة حرة يختار هو فيها كتابه المفضل ، كما يختار التلاميذ إحدى الأغنيات التى يغنونها بصوت عال بما يعتبر تنشيطا للتلاميذ لبدء يومهم الدراسى . وخلال اليوم المدرسى يقوم التلاميذ بالتناوب بكنس وتنظيف الفصول وكنس ومسح الممرات بقطع من القماش المبلل وغسل دورات المياه وجمع أوراق الشجر المتساقطة فى فناء المدرسة تحت شعار ماتفعله فى مدرستك تفعله فى بيتك وشارعك وتقوم به بلا خجل فى وطنك!