بقلم صلاح منتصر
كان حديثا على مستوى المسئولية من الطرفين . تغلبت حرفية السائل الأستاذ أسامة كمال على أى هاجس أو شعور بالتملق وهو يحاور رئيسا ، ولذلك جاء الحديث فى مجمله شكلا وموضوعا يجيب عن تساؤلات المواطنين فى وضوح وسهولة وبساطة .
عن حكاياته عن خلفية الحديث قال أسامة كمال لصحيفة الوطن إنه تقدم للرئاسة بطلب الحديث منذ ستة أشهر حتى فقد الأمل ،لكنه فوجئ باتصال من الرئاسة تحدد له موعد الحديث بعد يوم واحد دون طلب معرفة الأسئلة . وهكذا جاء اختيار الموعد قرارا موفقا من الرئيس فى مناسبة مرور عامين على توليه وبما يضيف بعدا طبيعيا مناسبا للحديث .
لم يستبعد الرئيس سؤالا أو يتهرب من الإجابة عنه، وعلى امتداد الساعة ونصف الساعة لم تصدر منه كلمة تعيب فى أحد وكأنه تعمد أن يكون منهجا لما يكون من حوارات . قال إن أهل الشر الذين يعنيهم هم كل من يسىء إلى مصر ، وإن أهم إنجاز حققه ويريد استكماله إنقاذ مصر من الذين يريدون ــ وبمختلف الوسائل الأمنية والإقتصادية والدينية ــ إسقاط مصر ، فى إشارة إلى المجهول الكثير الذى لا نعرفه وهو يواجهه .
كان وجهه مريحا طوال فترة الحديث مع بعض الضحكات الطبيعية التى تعكس الشخصية المصرية . قال فى صدق : لم أغضب عندما رفض مجلس النواب قانون الخدمة الوطنية ، وأن أمام المجلس حرية كاملة فى مناقشة موضوع الجزيرتين ، وأنه لا يستطيع أن يمنع أحدا من أن يقول رأيه حتى لو كان مختلفا فالاختلاف ضرورة مادام لمصلحة مصر .
أشار إلى العمل الذى جرى فى قناة السويس والفرافرة وجبل الجلالة وسيناء وشبكة الطرق والإسكان والكهرباء والعشوائيات وقال بصراحة إنه مازال غير راض لأن المطلوب منا أكثر حتى نعوض الكثير الذى فاتنا .
أسعدتنى كثيرا كلمة «هيبة الدولة» التى أشار إليها عندما فسر قرار تولى القوات المسلحة مسئولية الحفاظ على الأراضى المحيطة بالطرق الجديدة على امتداد كيلومترين من ناحيتى الطريق حتى لا تتحول هذه الأراضى نهبا للذين تصوروا أن الدولة فقدت هيبتها .
أنهى بعبارة مهمة قالها : أدبيات السياسة الخارجية قبل 30 سنة تغيرت ولم تعد صالحة. اليوم