بقلم : صلاح منتصر
اتخذت الهيئة العليا لحزب الوفد القرار الصح برفض ترشيح رئيس الحزب د. السيد البدوى للرئاسة لأنه فى جميع الأحوال كان سيقال إنه ترشح لتذويق الناحية الشكلية، وليبدو أنه سباق بين مرشحين متنافسين ، بينما الحقيقة أنه مهما تعدد المرشحون ، فإن الانتخابات ستكون بين منافس واحد . فإذا كان حق الترشيح متاحا أمام الجميع متى استكمل المرشح الشروط المطلوبة منه ، إلا أنه أيا كان هذا المرشح فلن يكون قادرا على منافسة الرئيس السيسى لسبب بسيط هو أن 70 ٪ على الأقل من المواطنين مازلوا يؤيدون استمراره تبعا للنتائج الإيجابية التى حققها فى دورته الأولى ولا يستطيع مكابر أن يقلل منها .
انفراد الرئيس السيسى بالترشح فى هذه الدورة يحسب له لأنه يعبر عن تزكية مستحقة مبررها قائمة أعماله التى يحاولها مخلصا، وبالتالى يمكن أن يثير هذا الانفراد سؤال ماذا بعد؟
هناك فرضية ألحت عليها زوجتى ولعلها تعبر عن وجهة نظر آخرين يرون أن نجاح السيسى أمر محتوم ، وأنه من الأوفق توفير مصاريف الانتخابات التى تزيد على مليار جنيه يمكن أن تضاف لصندوق تحيا مصر. وحتى إذا كان الأمر يحتاج تعديلا دستوريا مؤقتا لهذه الانتخابات فقط فهناك وقت يمكن استفتاء الشعب على إجرائه .
الفرضية الثانية أن نلتزم بنص الدستور الذى يقضى بإجراء الانتخابات فى موعدها المحدد تبعا لشرط الدستور حصول المرشح الوحيد (وهو الرئيس السيسى ) على خمسة فى المئة من الأصوات صاحبة حق الانتخاب . والتحدى هنا الذى يواجه الناخبين الذين عليهم ألا يفقدوا حماسهم بسبب عدم وجود منافسة وأن يتذكروا روح التحدى التى استدعوا بها «المشير السيسى» لإنقاذ مصر من الحكم المرعب للإخوان ،وقد كان الظن أنهم قضاء حل علينا ، ولكن الرجل وضع روحه على كفه ونجح ليس فقط فى إنقاذ مصر المخطوفة بل ووضعها على الطريق السليم فى استعادة مقومات الدولة بعد الفوضى التى كانت تعيشها وبعد ذلك تحويلها إلى خلية عمل .
السؤال يستحق الحوار: نوفر مصاريف الانتخابات المعروفة نتيجتها سلفا، أم نستمر فى التجربة لإثبات أن حماس الشعب لم يقل بل تضاعف ؟
نقلا عن الاهرام القاهريه