توقيت القاهرة المحلي 13:41:53 آخر تحديث
  مصر اليوم -

يوميات أشهر محافظ صنع مجد الأقصر!

  مصر اليوم -

يوميات أشهر محافظ صنع مجد الأقصر

بقلم : صلاح منتصر

بصورة عامة ظل منصب المحافظ مكافأة نهاية الخدمة للذين اختيروا تبعا «للكوتة» المقدرة لهم من رجال القضاء والجامعات والشرطة والجيش فى المحافظات الحدودية. ورغم مئات المحافظين الذين جرى تعيينهم فى الستين سنة الأخيرة إلا أن عددا محدودا تركوا بصمتهم بما حققوه من إصلاحات ومشروعات فى المحافظات التى تولوها. ومنهم على سبيل المثال وجيه أباظة فى البحيرة وفتحى البرادعى فى دمياط وعادل لبيب فى قنا وفخر الدين خالد فى بورسعيد وسمير فرج فى الأقصر. ولست هنا فى سبيل حصر هؤلاء المحافظين وإنما هى نماذج بقيت فى ذاكرتى المحدودة وهناك غيرهم بالتأكيد نماذج أخرى تستوعبها ذاكرة التاريخ وهى أكبر.

لكن الملاحظ أن واحدا من هؤلاء المحافظين لم يقم بتسجيل تجربته كمحافظ هبط على المحافظة التى تولاها وعلى أهلها الذين لا يعرفهم وكيف تعامل مع الأجهزة الحكومية التى تحمل موروثات البيروقراطية التى تقاوم عادة التقدم والتغيير.

أخيرا حمل إلينا أحد المحافظين وهو اللواء سمير فرج تجربته فى كتاب عنوانه: سبع سنوات فى طيبة. تجربة محافظ فى الأقصر التى كانت يوم تولاها عام 2004 مدينة عشوائية ليس فيها إلا ما هو قبيح ومثير، وبعد خمس سنوات ارتقى بها إلى المكانة التى تليق بما تملكه من آثار وحركة سياحية، مما جعل الدولة ترتقى بها من مدينة إلى محافظة ظل بها إلى أن جاءت ثورة 2011 فغادرها تاركا بعض المشروعات التى بدأها ولم تكتمل حتى اليوم!.

كان آخر منصب تولاه سمير فرج قبل الأقصر إدارة دار الأوبرا المصرية لمدة 4 سنوات (من 2000 إلى 2004) شهدت خلالها تجديد وافتتاح مسرح سيد درويش وتطوير معهد الموسيقى العربية ومسرح الجمهورية ومتحف دار الأوبرا وإنشاء متحف مقتنيات محمد عبدالوهاب وتأسيس فرقة نجوم الأوبرا التى ظهرت نجمتها آمال ماهر وإقامة حفلات أوبرا عايدة فى مختلف المحافظات.

كان سمير فرج سعيدا بموقعه عندما تلقى خبر ترشيحه رئيسا لمدينة الأقصر وقد حاول الاعتذار لكن الرئيس مبارك أصر وقال له وهو يؤدى اليمين: إنت مش عاوز تروح الأقصر ليه؟ أنا اخترتك لتكون الأقصر أحسن مدينة. ولم يكن مبارك يقرأ الفنجان وإنما كان مثل كل واحد التقى سمير فرج وعرفه يعرف أن الأقصر ستصبح على يديه شيئا آخر.

لم يكن الأمر سهلا فلو استطاع أن يحبس نفسه ويبكى على ما رآه لفعل. «كان كل شىء فى الأقصر ـ كما كتب ـ مطلوبا تعديله وتطويره وفى كثير من الأحيان يحتاج لنسفه وإعادة بنائه»، لم تكن الأقصر مدينة أثرية وإنما مدينة غاية فى العشوائية. كان طريق الكباش الممتد بين معبدى الأقصر والكرنك مختفيا تحت الأرض غطته أكوام الأتربة التى تحجرت، وكانت هناك 3250 أسرة تسكن فيما عرف بالقرنة وهى منطقة تعلو المقابر المحيطة بوادى الملوك وفشلت محاولات نقلهم كثيرا، وكانت معركة نقلهم إلى قرية حديثة (القرنة الجديدة) أولى المعارك التى خاضها سمير فرج واستنزفت مجهودا كبيرا، لكنه بالسياسة والحزم وتأكيد مصداقية الدولة استطاع أن ينجح فيما فشل فيه كل الذين سبقوه. وكان يكفى إجابة واحد من السكان عندما سأله الدكتور سمير عن حاله بعد انتقاله إلى القرنة الجديدة قوله: فى القديمة كنت أستحم مرة كل أسبوعين واليوم أستحم مرتين كل يوم!.

كان طريق الكباش وكشفه واستخراج آثاره من تحت تلال الأتربة المتحجرة معركة أخرى شرسة محلية ودولية اصطدم فيها بسفراء ودول. وفى سبيل كل تغيير واجه سمير فرج مقاومة شديدة لكنه استطاع الانتصار وسجل روشتة نجاحه فى تخطيط كل ما يريده، والاستعانة بالخبراء الذين يحبون بلدهم وسوف يجدهم، والتصميم على عبور العقبات التى تواجهه أيا كانت، واسترجاع ما شاهده فى الدول الأخرى التى عمل بها وزارها لتكون نموذجا يهتدى به. ولهذا كانت محطة سكة حديد الأقصر والمطار ومبنى الاستعلامات وغيرها كثير من الأعمال.

الكتاب إصدار هيئة الكتاب ويقع فى 400 صفحة لا تخلو أى صفحة من عدة صور. كتاب يحتاجه أى محافظ جديد كى يعرف كيف يضع طريقه إلى النجاح وترك بصمته فى المحافظة التى يتولاها!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

يوميات أشهر محافظ صنع مجد الأقصر يوميات أشهر محافظ صنع مجد الأقصر



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 04:02 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

أردوغان يؤكد أن الأمم المتحدة عاجزة عن حل الصراعات في العالم
  مصر اليوم - أردوغان يؤكد أن الأمم المتحدة عاجزة عن حل الصراعات في العالم

GMT 12:06 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا توضح أسباب غيابها عن رمضان للعام الثالث
  مصر اليوم - شيرين رضا توضح أسباب غيابها عن رمضان للعام الثالث

GMT 08:28 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريش يدعو مجموعة العشرين لبذل جهود قيادية لإنجاح كوب 29
  مصر اليوم - غوتيريش يدعو مجموعة العشرين لبذل جهود قيادية لإنجاح كوب 29

GMT 07:51 2020 الأحد ,27 كانون الأول / ديسمبر

حفل اللاعب البرازيلي نيمار يثير الجدل في البرازيل

GMT 12:05 2020 الجمعة ,09 تشرين الأول / أكتوبر

مكافآت خاصة للاعبي أسوان عقب البقاء في الدورى الممتاز

GMT 14:23 2021 الإثنين ,06 أيلول / سبتمبر

تباطؤ التضخم السنوي في تونس إلى 6.2 % خلال أغسطس

GMT 21:51 2021 الإثنين ,14 حزيران / يونيو

غياب أحمد فتحي عن قائمة بيراميدز أمام سموحة

GMT 06:17 2021 الإثنين ,05 إبريل / نيسان

تعرف على أجمل الأماكن السياحية في جزر السيشل

GMT 17:45 2021 الخميس ,25 آذار/ مارس

جي ام سي تطرح تيرين فيس ليفت 2022

GMT 17:26 2021 الأحد ,28 شباط / فبراير

العنف الاسري ارهاب بحق الامان الاجتماعي

GMT 15:03 2021 الأحد ,24 كانون الثاني / يناير

مدرب يؤكد بيراميدز للاعبين أن مواجهة الأهلي حياة أو موت

GMT 12:14 2021 الخميس ,14 كانون الثاني / يناير

الرئيس المصري السيسي يصدر 3 قرارات جمهورية جديدة

GMT 01:21 2021 السبت ,02 كانون الثاني / يناير

شقيق رولا محمود يطمئن الجمهور على صحة أخته

GMT 19:06 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

آرسنال يجدد طلب استعارة فينيسيوس جونيور في كانون الثاني

GMT 21:14 2020 السبت ,05 كانون الأول / ديسمبر

الأهلي يتعادل سلبيًا مع الطلائع في أحداث الشوط الأول
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon