بقلم : صلاح منتصر
في مثل هذا اليوم عام 1948 تسابقت الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي للاعتراف بدولة إسرائيل التي أعلنت مولدها في هذا اليوم . مضي 70 سنة علي يوم النكبة الذي عاشه عدد من أحياء اليوم لكنهم لن يشهدوا في حياتهم غروب شمس إسرائيل لأن الوقت مازال ممتدا أمامها لتجد العون والمساعدة من القوي الكبري التي تجد مصالحها في دعم إسرائيل ضد العرب .
ذلك أن قضية فلسطين من يومها الأول لم تكن نزاعا بين الصهيونية والفلسطينيين وإنما بين قوي العالم غربا وشرقا وبين العرب . صحيح أن الصهيونية جاهدت من أجل خطف فلسطين من أصحابها ، إلا أن وضع العالم بعد الحرب العالمية الثانية وظروف أن تكون الدول العربية هي محطة البترول الكبري التي تمون الغرب باحتياجاته من سبل التقدم ، كل هذا جعل لأرض العرب أهمية خاصة في نظر الغرب الذي وجد في إسرائيل الأداة المحلية التي تساعده في السيطرة علي المنطقة كما تحددت إستراتيجيته. وهكذا كان «تحالف المنتفع مع الحرامي» !
هل انتهي هذا التحالف ؟ علي العكس . يهدي الرئيس الأمريكي ترامب إسرائيل اليوم إسرائيل دفعة جديدة بإعلانه نقل سفارة بلاده من تل أبيب إلي القدس التي يتصور أنه بذلك يمسح من ذاكرة التاريخ أنها مسجلة باسم الفلسطينيين عاصمة لهم . مازال التحالف الغربي مع إسرائيل يتزايد في ظل محاولة رسم شرق أوسط جديد بعد الذي جري ويجري في العراق وسوريا وليبيا وأفلتت مصر من الكمين الذي أعد لها من خلال حكم الإخوان الذي لم يستمر بسبب كثرة الأخطاء التي ارتكبوها وتنبه ملايين المصريين بأن القبضة ستحكم علي رقابهم إذا لم يسرعوا ويتخلصوا من هذا الحكم الذي يعتبر الجماعة هي الوطن ومصر بتاريخها وعظمتها وثقلها جزءا في هذا الوطن !
وحتي تضمن إسرائيل استمرار تحالف الغرب فإنها عمدت إلي إضافة إيران إلي المنطقة بحيث يصعب معرفة من الذي أوقع من في الأزمة مع إيران : إسرائيل أم ترامب ولا أقول أمريكا ؟ ومن المؤكد أن هذا التحالف سيستمر وقتا آخر لن يشهد جيلنا نهايته ولكن التاريخ لا يعرف دوام الحال !
نقلا عن الآهرام القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع