صلاح منتصر
هل صحيح أننا سنعيش حتى نشاهد مترو الأنفاق؟.. لقد مضت سنون طويلة منذ بدأنا نسمع عن هذا المشروع، سنون لا أذكر عددها، وإن كنت أذكر أنه قيل وقتها إن تكاليف حفر الكيلومتر الواحد سوف يبلغ المليون جنيه، وهو اليوم وصل إلى نحو 50 مليوناً. وفى خلال هذه السنوات التى مضت جاءت شركات أجنبية كثيرة أجرت دراسات كثيرة ورسمت خرائط كثيرة وأدلى مسئولون كثيرون بتصريحات كثيرة، حددوا فيها مواعيد كثيرة لتنفيذ المشروع، ثم بعد هذا نام المشروع سنوات كثيرة، وقيل، من بين ما قيل، إن أرض القاهرة غير كل أراضى العواصم التى سبقتنا وحفرت مثل هذا المترو، وإنه إذا حدث ونفذ المشروع فسوف يقع أكثر من نصف بيوت القاهرة القديمة المتهالكة. وقيل أيضاً إنها مشكلة أن يتم حفر طريق المترو فى بطن القاهرة لأن أحداً لا يعرف خريطة الموجود فى هذه الأرض من مواسير مياه ومواسير مجارى وكابلات كهرباء وكابلات تليفونات وجذور ما تبقى من شجر فى الشوارع. وفى خلال السنوات الأخيرة حاولنا التحايل على عدم تنفيذ مشروع مترو الأنفاق بمحاولة بناء دور ثانٍ لمعظم شوارع القاهرة تعليتها مثل كل المبانى القديمة التى تتم تعليتها بلا ذوق أو جمال. ولكن إلى متى؟ فسكان القاهرة اقتربوا من 10 ملايين، وجاء وقت كنت أرى فيه شرار اللهب يشع من عيون المنتظرين بالساعات على المحطات، والمكدسين وسط الحر داخل الأوتوبيسات يتلوون بعذاب الجو والزحمة. مرة أخرى وسط صحراء اليأس والانتظار تنبت زهرة أمل، ويعلن وزير المواصلات عن توقيع تنفيذ مشروع مترو الأنفاق مع شركة فرنسية قال إنها ستنفذه فى خلال 4 سنوات. أربع سنوات أو أقل أو أكثر لا يهم، وإنما المهم أن نرى أجهزة الحفر تدق بطن الأرض وكفانا رؤية المشروع كل تلك السنوات التى مضت مجرد حبر على ورق.