بقلم - صلاح منتصر
لم تصدق مصر ولا دول التعاون التى تشترك معها قطر فى مجلس واحد، ما ذكرته قطر عن اختراق جرى لوكالة الأنباء القطرية أمكن خلاله بث تصريحات للأمير تميم عبرت عنها صحيفة الجزيرة السعودية بعنوان : أمير قطر يطعن جيرانه بخنجر إيران. ذلك أنه فى الوقت الذى كما ذكر الأمير محمد بن سلمان ولى ولى العهد فى حديث تليفزيونى «لا توجد نقاط التقاء يجرى التباحث على أساسها مع النظام الإيرانى لأن الهدف الرئيسى لهذا النظام الوصول إلى مكة قبلة المسلمين» جاءت تصريحات أمير قطر تقول ِِ«إن إيران تمثل ثقلا إقليميا وإسلاميا لا يمكن تجاهله وليس من الحكمة التصعيد معها خاصة أنها قوة كبرى تضمن الاستقرار فى المنطقة». وأكثر من ذلك عاب على الدول التى تنفق مواردها فى صفقات سلاح قاصدا بالطبع السعودية .
مصر لم تسلم من تصريحات الأمير فقد استغرب الدول التى تتهم قطر بالإرهاب لمجرد أنها صنفت الإخوان المسلمين جماعة إرهابية أو رفضوا دور المقاومة الذى تقوم به حماس وحزب الله، مضيفا «وندعو الأشقاء فى جمهورية مصر العربية ودولة الإمارات ومملكة البحرين إلى مراجعة موقفهم المناهض لقطر».
وقد فوجئت قطر برد فعل دول مجلس التعاون الخليجى الغاضب بشدة، فأسرعت بادعاء الاختراق الذى حدث لوكالة الأنباء القطرية ونفى التصريحات، لكن أحدا لم يصدق هذا الادعاء، أولا لأن التصريحات التى قيلت لا تختلف كثيرا عن التى ترددها قطر وقد سبق أن دخلت أزمة مشابهة مع دول التعاون، وثانيا لأن قطر حتى وإن نفت هذه التصريحات إلا أنها لم تستنكرها، وثالثا وهو الأهم أن النفى كان كما ذكر أحمد الجار الله رئيس تحرير صحيفة السياسة الكويتية «لم يكن على مستوى الحدث». فقد كان الواجب وقد أغضب أمير قطر حكام الدول الذين يشاركهم مجلسهم أن يذهب بنفسه إليهم يشرح لهم أو على الأقل يرفع سماعة التليفون ويتحدث إليهم وهو مالم يحدث ، لأنه يعرف أن حكاية الاختراق هذه كذبة مكشوفة ، وإلا كان هذا الاختراق استخدم مع دول أكبر وأخطر من قطر !