بقلم صلاح منتصر
رغم حديث الارهاب عن «محمد الحويج بو هلال» سائق الشاحنة التى اقتحم بها حشود المحتفلين فى مدينة نيس قاتلا تحت عجلاتها عددا يقترب من التسعين، فان الاحتمالات الأرجح أن ماقام به «الحويج» كان مغامرة فردية لشاب فى سن الثلاثين أصابه خلل مفاجئ متأثرا بأفلام العنف التى يتم تصويرها من خلال وسائل وطرق خداعية عديدة ينخدع بها المشاهد ويتصورها حقيقة.
وفى بيان النائب العام الفرنسى فإن «الحويج» ليس له أى نشاط ارهابى وأن سوابقه عبارة عن عدد من جرائم السرقة، وهو ماجعل الرئيس الفرنسى «هولاند» يصف ماحدث بأنه «اعتداء لا يمكن انكار طابعه الارهابى».
وقد صمتت داعش يومين بعد الحادث ربما تحسبا من أن يكون وراء «الحويج» تنظيم لم يعلن عن نفسه ، فلما تأكد له عدم وجود هذا التنظيم خرجت تؤكد تبعية «الحويج» لها بينما من يقرأ بيانها يكتشف بسهولة هذا الادعاء إذ تقول فيه «ان محمد الحويج بوهلال هو أحد جنودنا وأنه نفذ العملية استجابة لنداءات استهداف رعايا دول التحالف الذى يقاتل عناصرنا» وهو بيان يقول إن «الحويج» وإن لم يكن عضوا معروفا لداعش لكنه يعتبر منتسبا من خلال اقتناعه بأفكار التنظيم . هذا بينما يؤكد أهله الذين يعيشون فى تونس أنه لم تكن له علاقة بالتدين ولا بالصلاة وأن كل هوايته كمال الأجسام كما كانت له مشاكل مع زوجته وهى ابنة خالته المولودة فى فرنسا ، وقد أنجب منها ثلاثة أبناء لكنه طلقها وان كان يستعد كما ذكرت الأسرة للعودة إلى تونس ليحتفل بختان أصغر أولاده !
وربما كان أهم ما يلفت النظر أن «الحويج» تمكن فى الأيام السابقة على «مجزرة الشاحنة» من الحصول على مبلغ كبير أرسل منه مايعادل مائة ألف دولار الى أسرته فى تونس وهو مبلغ باعتراف شقيقه ، أكبر كثيرا جدا من المبالغ الصغيرة التى تعود أن يرسلها لأسرته فى تونس .ولهذا فربما يكمن سر «الحويج» إن لم يتأكد جنونه فى مصدر هذه الفلوس !