توقيت القاهرة المحلي 08:35:40 آخر تحديث
  مصر اليوم -

بطيخ مستورد !

  مصر اليوم -

بطيخ مستورد

بقلم صلاح منتصر

فى طريقى إلى الساحل وقبل أن أجتاز بوابة الرسوم توقفت أمام مجمع تجارى كبير لشراء بعض احتياجات البيت التى لا تنتهى . ولأننى من عشاق البطيخ فقد اخترت بطيخة اكتشفت فور شقها بعد الوصول أنها تفتقر خواص الحلاوة لونا وأليافا مما اضطرنا للاستغناء عنها .
عدت إلى فاتورة الشراء لأعرف قيمة الخسارة التى تحملتها لتلتقط عينى عبارة «بطيخ مستورد 32 جنيها و85 قرشا» لبطيخة وزنها أقل من ستة كيلوجرامات . نسيت لفورى ثمن البطيخة التى لا تؤكل استفزنى عبارة «بطيخ مستورد» ! كان غريبا بالطبع أن يكون هناك من يستورد البطيخ فى بلد يعانى فى العملة وليس أكثر من إنتاج أرضه من البطيخ الذى تملأ أكوامه عربات اليد فى مختلف أحياء مصر . وعلى فرض أن القطاع الخاص قد أصابه الجنون وأصبح يستورد البطيخ فكيف تسمح له الدولة بذلك ؟ اقتصاديا نحن فعلا فى حالة حرب، ومن لوازم هذه الحرب مراجعة أبواب الاستيراد المفتوحة لسلع يمكن أن نستغنى عنها حتى لو حرمنا منها لتوفير دولاراتها . وحتى إذا كان باب المنع صعبا فهناك زيادة الفئة الجمركية التى تضع حواجز على استهلاك السلع الاستفزازية . 

أنقذنى صديق يعمل فى تصدير الموالح وبعض الحاصلات الزراعية وقد اتصلت به متعجبا كيف وصل بنا الحال إلى درجة استيراد البطيخ. أجابنى الرجل أنه يجهل ذلك ولكن للتأكد سيراجع مختلف الجهات المسئولة وعاد فى اليوم التالى يبلغنى أنه من أجهزة الجمارك المصرية التى تسجل دخول كل سلعة لم يحدث أن سجلت يوما دخول مصر بطيخ مستورد . 

أزحت عن صدرى كابوس استيراد البطيخ الماسخ ، لكننى أصبحت فى مواجهة محل كبير له اسمه الأجنبى المعروف سجل فى فاتورة اشتريتها منه أنه باع لى بطيخا مستوردا فى دولة لم تنفذ من جماركها بطيخة ، مما يعنى أنه إما أنه يبيع بطيخا مهربا لا مستوردا وهذه جريمة ، أو أنه يكتب عبارة « بطيخ مستورد » ليحل لنفسه السعر المغالى الذى يبيع به ، وهذه أيضا جريمة غش ، وعليه أن يختار بين الجريمتين. 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بطيخ مستورد بطيخ مستورد



GMT 08:07 2022 الجمعة ,10 حزيران / يونيو

صلاح منتصر .. الفارس الذى ترجل

GMT 02:08 2022 الإثنين ,23 أيار / مايو

«صلاح منتصر».. هل قلتُ لكَ: أحبُّك؟!

GMT 02:03 2022 الإثنين ,23 أيار / مايو

عندما كان للإعلام «سمير» وللصحافة «منتصر»

GMT 05:41 2022 الأربعاء ,11 أيار / مايو

دعاء ورجاء

GMT 07:48 2021 الجمعة ,12 آذار/ مارس

في محبة العم صلاح منتصر

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 21:40 2019 الخميس ,26 أيلول / سبتمبر

هزة أرضية بقوة 6.5 درجات تضرب إندونيسيا

GMT 02:54 2019 الأربعاء ,12 حزيران / يونيو

خبراء يكشفون عن مخاطر تناول العجين الخام قبل خبزه

GMT 23:10 2019 الجمعة ,05 إبريل / نيسان

نادي برشلونة يتحرك لضم موهبة "بالميراس"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon