صلاح منتصر
لم أستطع وأنا أشاهد فيلما مدته 8 دقائق عرضه موقع «فى الجول» الرياضى لحالة الشغب الغريبة والمفاجئة التى جرت بين جمهور الألتراس وجنود الشرطة فى إستاد القاهرة فور انتهاء مباراة الأهلى وصفاقسى، تبين سبب اندلاع هذه الفوضى فى لحظة مفروض أن تنطلق فيها زغاريد فرحة المصريين ، مما يجعلنى أورد هذه الملاحظات :
الملاحظة الأولى أن »هيجانا » بهذه الصورة شمل تكسير مقاعد الاستاد وقذف الجنود والضباط بما وصلت إليه الأيدى، والإمساك بأحد الجنود وسحله بصورة غير إنسانية أو تقليدية فى حفل رياضى، لا يمكن أن يكون مصادفة أو رد فعل كما قيل لأن ضابطا أزال لافتة للألتراس، وإنما هى مؤامرة مرتبة فى إطار مخطط جماعة الإخوان باستهداف الشرطة بالذات واستفزازها، كما نرى من خلال عمليات الاعتداء اليومية على الشرطة وإحراق سياراتها.
الملاحظة الثانية من الواضح خروج الألتراس عن رقابة الأهلى و »بصاصينه« الذين كانوا يعرفون مقدما كل الأفراد ونواياهم، والشىء نفسه عن الشرطة التى كانت لها عيونها التى تستكشف الخطر قبل وقوعه وتحاول تلافيه.
الملاحظة الثالثة أن التخطيط أو المؤامرة وضعت أحد سيناريوهين: الأول أن يخسر الأهلى، وهذا كان السيناريو المرجح تبعا لسير مبارياته الأخيرة فى الدورى والتى حقق فيها ثلاث هزائم متتالية بصورة غير مسبوقة، وبالتالى تبدو ثورة الألتراس على اللاعبين وعلى إدارته ثورة لمصلحة الكرة فى النادى العريق ، وقد أجهض هذا السيناريو أن الأهلى لعب مباراة من أقوى مبارياته وظل طوال المباراة المتقدم ولم يسمح بإعطاء فرصة الثورة عليه فى أى لحظة، ولهذا كان السيناريو الثانى حالة فوز الأهلى، وهو إفساد الفرحة وادعاء أى حجة لضرب كرسى فى كلوب الحفل ليفسد الفرح، وتوجيه السهام إلى الشرطة بالذات لأنها الهدف، ولكى تبدو الصورة أمام العالم الذى يتابع المباراة لبلد فقد أمنه.
الملاحظة الأخيرة :عنده حق وزير الداخلية أن يقول إن الوزارة ستعيد النظر فى عودة الجماهير إلى الملاعب، لأن تكرار ماحدث مرفوض، حتى لو ألغينا الكرة فى مصر، واكتفينا بالفرجة على مباريات دورى انجلترا وإسبانيا وألمانيا، ولنا فيها اليوم أسماء ونجوم نتحمس لهم!
نقلاً عن "الأهرام"