توقيت القاهرة المحلي 14:45:30 آخر تحديث
  مصر اليوم -

بلد بتفك!

  مصر اليوم -

بلد بتفك

صلاح منتصر

والناس ماشية فى الشارع ، وكل واحد عامل لنفسه طريق وخطة ونظام ، فجأة هبطت عليهم كالمطر زخات مفكات إستوردها شرير برخص التراب من الصين ورشها على الناس بأعداد مهولة تزيد عن تعدادهم بحيث أصبح فى يد كل منهم مفك . ولأنه مفك يبقى بيفك ، ومن يومها وكل واحد بيفك فى صواميله وصواميل اللى جنبه واللى وراه وقدامه . وكل شيء كان مربوط اتحل ورخرخ ..كل فكرة ومعتقد وأى حاجة مقدسة أو قيمة كله كله إتفك . وبما أن الإنسان هوه اللى بيدور عجلة الحياة ، فكل شيء حواليه إتفك . أصبح محدش بيحاسب حد أويحاسب نفسه لأن صواميل عقله وضميره فكوا . أصبحت هناك حالة إدمان من الجعجعة . انا أجعجع فأنا موجود . لأن اللى غاب عن ذهن الجميع إن المفك بيربط كمان ، لكن تقول إيه لقلة العلام. هذه هى اللوحة البديعة الساخرة المؤلمة التى رسمتها الفنانة إسعاد يونس لحال ما وصلنا اليه فى مقالها بالمصرى اليوم عدد الجمعه 28 فبراير . وقد شبعت إسعاد من التمثيل، ودخلت فى» حالة زهق «تمارس فيها فن الرسم بالكلمات والكشف أسبوعيا عن لوحاتها الساخرة الأدبية التى تعبر عن مخزون ثقافى متراكم من القراءات والصور والتجارب والحكايات إلى جانب الموهبة الإلهية . البلد بتفك فعلا من أول الطالب فى الجامعة إلى المسئول المرتعش فى الوزارة .انظر حولك تجد مفكات تعمل بكل همة ونشاط . تذكر يوما لم تواجه سيارة عكس الاتجاه تقتحمك وتريد أن » تلبس » فيك ،وسائقها يصرخ فى وجهك لأنك أنت الغلطان . تذكر مرة أنهيت مصلحة دون أن تتذلل وترجو وتلح . الغريب أن حديث المجتمع يتركز حول تدليل الذين يفكون ويهدمون . نحمى المتظاهرين ولا نشجع من يعمل ويجيد ويبدع . الإرهابى نحرسه بحقوق الإنسان ،والقتيل البرىء نكرمه بجنازة ينقلها التليفزيون . جرب أن ترشح شخصا ليكون وزيرا وسوف تجد عشرات الذين لا يعرفونه يفكونه حتة حتة . المفكات لا تفك فقط ولكنها تربط أيضا . ولكن من يسمع ومن يربط ؟! . نقلاً عن "الأهرام"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بلد بتفك بلد بتفك



GMT 08:58 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

سبع ملاحظات على واقعة وسام شعيب

GMT 08:47 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

المالك والمستأجر.. بدائل متنوعة للحل

GMT 08:43 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 08:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

أوهام مغلوطة عن سرطان الثدي

GMT 07:32 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ماذا تفعلون في هذي الديار؟

GMT 07:31 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

من جديد

GMT 07:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

رُمّانة ماجدة الرومي ليست هي السبب!

GMT 07:29 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

لقاء أبوظبي والقضايا الصعبة!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 13:16 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها بالسعودية
  مصر اليوم - شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها بالسعودية

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon