صلاح منتصر
يروج فى مناسبة أى انتخابات رئاسية توجيه سؤال إلى عدد من المواطنين :ماذا تريد أن تطلب من الرئيس؟ ومن مواطن إلى آخر تتعدد المطالب وكلها رائعة من تعليم إلى صحة إلى مرور إلى نظافة إلى قضية النيل (المياه لا الجامعة )
فتحقيق الأمن والاستقرار وهكذا. وبهذه الطريقة لم يعد صعبا على أى مرشح وضع برنامجه الانتخابى . فما هو مطلوب تحقيقه لم يعد هناك خلاف عليه وفى ربع ساعة يمكن لأى أحد أن «يرص» عشرين عنوانا لعشرين مطلبا يمكن أن تكون برنامجا انتخابيا ،لكن المشكلة ليست فى سؤال ماهى مطالبنا وقضايانا وإنما فى سؤال : كيف يحل المرشح المشكلات التى يتحدث عنها ؟. ماهو برنامجه لرفع وجودة مستوى التعليم وهو الأساس فى بناء أى مستقبل ؟ ماهو برنامجه لحل أزمة الدعم التى أصبحت تبتلع النسبة الأكبر من ميزانية الدولة بحيث يمكن القول إن موارد الدولة تذهب أولا للدعم وبعدها إن بقى شىء لبعض المشروعات الصغيرة .
بطريقة عملية فى كلمته التى افتتح بها طريق الترشيح قال المشير السيسى: إن ملايين من شبابنا يعانون البطالة وهذا أمر غير مقبول، والسؤال: كيف سيمكن حل هذه المشكلة ونخلق فرص العمل ؟
المشير السيسى قال أيضا: ملايين المصريين يعانون المرض ولا يجدون العلاج، وهذا أمر آخر غير مقبول ولكن السؤال هو كيف ؟ كيف نوفر العلاج لملايين المرضى ونصحح مايجب تصحيحه ؟
المشير السيسى أيضا قال: إن جهاز الدولة يعانى حالة ترهل تمنعه من النهوض بواجباته ولابد من مواجهتها بحزم ليستعيد قوته . ومرة أخرى كيف ؟
كيف نقنع ملايين الذين يرون أنفسهم مظلومين بأن يعملوا أولا قبل مطالبتهم برفع الظلم عنهم ؟ كيف نعيد بناء إنسان أضعفته نظريات متتابعة من الاشتراكية إلى الاقتصاد الحر إلى الفوضى ومن القطاع العام إلى الخاص إلى «كل يدبر حاله» على أساس أنها ثورة ؟ كيف وسط كل ذلك نعيد هيبة دولة تنتهك قوانينها ويهاجم رموزها ؟ الاسئلة سهلة ولكن الصعب هو كيف ، وقد أصبح ضروريا أن نسمع الإجابة عنها !
"الأهرام"